عرضت مصر علي الولايات المتحدة مشروعا يقضي بتحويل المساعدات الاقتصادية السنوية إلي وديعة' وقف' يساهم فيها البلدان علي أن يتم تنفيذ المشروع في حالة الموافقة عليه من قبل الكونجرس اعتبارا من السنة المالية2009.
وكشفت السيدة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي أن مصر طرحت مبادرة تقضي بإلغاء برنامج المساعدات الاقتصادية في غضون عشر سنوات اعتبارا من بداية العام المالي2009 الذي يبدأ في سبتمبر في الولايات المتحدة. وكانت الإدارة الأمريكية قد طرحت تخفيض المساعدات الاقتصادية لمصر بعد عام2008 علي مدي خمس سنوات بمقدار200 مليون من إجمالي المساعدات الحالية التي تصل إلي415 مليون دولار بحيث تصل عام2013 إلي200 مليون دولار. ورفضت مصر هذا الاقتراح وتقدمت بعرض لتحويل المساعدات إلي وديعة مصرية أمريكية ستتحدد قيمتها بموجب المفاوضات التي تجري حاليا. ويرجح أن يعادل مبلغ هذه الوديعة قيمة المساعدات الاقتصادية بعد تخفيضها بنسبة10% علي مدي عشر سنوات وأن يقابل كل دولار أمريكي في هذه الوديعة جنيه مصري.
وقالت السيدة فايزة أبو النجا في تصريحات لعدد من الصحفيين المصريين في واشنطن انه سيتم التمويل المطلوب لعدد من المشروعات التي لم تكتمل بعد والتي تقدر كلفتها بحوالي200 مليون دولار من أموال هذه المساعدات.
وكشفت أيضا أن المساعدات الأمريكية التي كانت تقدم لمصر في الفترة من1978 وحتي1983 كانت قروضا لشراء أغذية وقمح مالبثت أن تحولت بعد ذلك إلي منح لاترد.
ومازالت مصر تسدد هذه القروض. وتقترب ديون مصر للولايات المتحدة من4 مليارات دولار تسدد مصر منها350 مليون دولار سنويا. وقالت السيدة فايزة أبو النجا ان الميزان النقدي سيميل بذلك اعتبارا من العام القادم لصالح الولايات المتحدة إذ أن مصر ستدفع350 مليون دولارا سنويا من ديونها بينما ستحصل فقط علي200 مليون دولار وهذا غير مقبول.
وقالت السيدة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي ان المشروع المصري يقترح إيداع الـ150 مليون دولار الفارق بين الديون وبين المساعدات في الوديعة علي أن تتم إضافة مبلغ المعونة الاقتصادية الذي سيتم الاتفاق عليه بعد خصم قيمة التمويل اللازم للمشروعات المفتوحة علي أن تضع مصر جنيها واحدا مقابل كل دولار تضعه الولايات المتحدة. وسيتم استغلال العائد من هذه الوديعة للانفاق علي مشروعات تنموية حددتها مصر في مجالات التعليم والصحة والبحث العلمي والتكنولوجيا والبحوث والتطوير والمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل للشباب ودعم وتشجيع منظمات المجتمع المدني ونشر الديمقراطية. وقالت انه ستكون هناك لجنة إدارة مشتركة لمراقبة الإنفاق من هذا الصندوق وأن دور هذه اللجنة هو رقابي بحت ولايتضمن أي سلطة توجيهية.
ووصفت السيدة فايزة أبو النجا رد الفعل المبدئي من قبل الجانب الأمريكي بأنه مشجع وإيجابي خاصة من قبل مساعدة وزير الخارجية هنريتا هولزمان فور التي تتولي حاليا منصب مديرة برنامج المساعدات الخارجية بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية( يو.إس. إيد). وأوضحت أن هذا المشروع سيضمن لمصر- بعد موافقة الكونجرس عليه لمرة واحدة- أن تخرج بعد عشر سنوات من عباءة برنامج المساعدات بشكل كامل ولن يكون هناك مداولات سنوية بشأنه مثلما يحدث في الوقت الحالي. وقالت السيدة فايزة أبو النجا ان مصر ترفض من حيث المبدأ أي شروط علي المساعدات العسكرية و الاقتصادية بما في ذلك الشروط التي وضعها قرار الكونجرس الصادر مؤخرا حول تعليق200 مليون دولار من هذه المساعدات لحين الوفاء بشروط معينة من قبل مصر. وأوضحت وزيرة التعاون الدولي للادارة الأمريكية أن هذه الشروط سيكون لها تأثير سلبي علي العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين والتي يستفيد منها الطرفان