واصل مؤشر البورصة الرئيسي للأسهم النشطة (Case٣٠) هبوطه الحاد لليوم السابع علي التوالي، بعد أن فقد ٤٩٦ نقطة خلال تعاملات جلسة الأمس «نهاية الأسبوع»، نقطة بنسبة هبوط بلغت ٤.٦% عند ١٠١٦٩ نقطة وهو أقل مستوي له منذ فبراير الماضي وصفه المتعاملون بأنه أقوي هبوط شهدته البورصة منذ نشأتها، لافتين إلي أن هبوط الثلاثاء الأسود الشهير كان ليوم واحد فقط واستردت المؤشرات ما فقدته بعد ذلك، إلا أن ما يحدث الآن في البورصة هبوط «دراماتيكي» وعمليات بيع «هستيرية» للأفراد، بعد أن فقد المؤشر تلك النقاط في جلسة واحدة رغم الانخفاض المستمر من بداية الأسبوع، لافتين إلي أن المؤشر فقد علي مدار أقل من أسبوعين نحو ٢٠٠٠ نقطة.
وأكدوا أن الأجانب يهرلون من السوق منذ نحو ٧ جلسات، لكن اشتدت عمليات البيع أمس بعد استمرار الخسائر لأكثر من أسبوع، مما دفع البعض من المستثمرين الأفراد للبيع في شكل «هستيري» ودون أي احتساب لقدر الخسائر خوفًا من استمرار الهبوط.
ووصف بعضهم الهبوط بأنه شبح الانهيار الجديد للبورصة العام الحالي، لأن الهبوط أقوي من هبوط الثلاثاء الأسود.
وقال الدكتور حمدي مهران، رئيس إحدي الشركات، إن الهبوط الحالي أقوي من هبوط الثلاثاء الأسود لأن هبوط «الثلاثاء» كان لجلسة واحدة فقط فقد فيها المؤشر جزءًا كبيرًا ثم استرده في الجلسات التالية، إلا أن ما يحدث الآن هو انهيار دراماتيكي علي عدة جلسات، حيث فقد المؤشر خلال الجلسات الماضية ما يقرب من ٢٠٠٠ نقطة.
أضاف: «المستثمرون أصابهم الفزع والقلق بسبب استمرار بيع الأجانب لأكثر من ٥ جلسات، مما يؤكد خروجهم من السوق».
وتابع: «الأفراد بدأوا عمليات بيع «هستيرية» وغير محسوبة».
وأرجعت الدكتورة عنايات النجار، خبيرة أسواق المال، الهبوط المتتالي بالبورصة إلي تخبط الحكومة في قراراتها الاقتصادية وعدم دراسة الآثار المترتبة بشأنها علي الاقتصاد والسوق والأجانب.
وذكرت أن شائعات فرض ضرائب علي البورصة منتشرة منذ أكثر من أسبوع وكان يتعين نفيها فورًا، إلا أن التأخر أثر علي مناخ الاستثمار بالبورصة وأدي إلي هروب الأجانب، مما يستوجب المساءلة القانونية.
وأضافت: من السهل هدم الثقة لكن من الصعب إعادتها مرة أخري، مؤكدة أن الأجانب والمحليين فقدوا الثقة في الاستثمار بالبورصة بعد التخبط الدائر، رغم نفي وزير المالية أي اتجاه لفرض ضرائب علي البورصة، لأن الحكومة تأخرت في النفي من جهة، إلي جانب حديث بعض المسؤولين عن الاتجاه لفرضها أو دراستها بشكل غير محسوب.
وقال محمد عبده، محلل مالي، إن نتائج أعمال الشركات والتي جاءت إيجابية لم تؤثر علي أداء السوق نهائيا، وسط حالة الذعر والقلق، لافتًا إلي أن ما يحدث بالبورصة من هبوط يرجع إلي فقدان الأجانب الثقة في السوق المصرية. وأضاف: أنه من الصعب التنبؤ بحالة البورصة غدًا، لأن الوضع مقلق وغير واضح تمامًا.
وأجرت «المصري اليوم»، العديد من الاتصالات مع مسؤولي شركات السمسرة والمتعاملين بالسوق، إلا أنهم رفضوا التعليق علي السوق والوضع الحالي والتنبؤات للسوق، مكتفين بقول «ربنا يستر».
وقال أحمد جلال، المحلل الفني، إن السوق الآن غير مشجعة وأضاف: إن مستوي الدعم الآن للمؤشر هو عند مستوي ١٠١٠٠ نقطة، وإذا اخترقه لأسفل سيصبح استهدافه ٩٥٠٠ نقطة، وقال: إننا لا نستطيع أن نحدد اتجاه المؤشر وذلك لانحداره مخترقًا مستويات المقاومة باستمرار دون أن يشكل نموذجًا لاتجاه صعودي أو هبوطي. وأضاف: الأسعار التي تتداول بها الأسهم حاليا في السوق جيدة جدًا للمستثمر طويل وقصير الأجل.