عمرو خالد في واشنطن لحضور حفل تكريم اهم 100 شخصية مؤثرة في العالم
[2007-05-05]
عمون -يزور الداعية المصري عمرو خالد العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع القادم، وسيقوم الداعية المصري بالمشاركة في عدة فعاليات من أهمها محاضرة في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون صباح يوم الخميس 10 مايو تحت عنوان "التعايش المشترك"، وإلقاء محاضرة في ندوة ينظمها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" والجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية "إسنا" مساء يوم السبت 12 مايو تحت عنوان "أمسية مع عمرو خالد".
كذلك يستضف معهد بروكينجز الداعية المصري ليتحدث في جلسة خاصة مقصورة على مجموعة من المدعوين فقط صباح يوم الجمعة 11 مايو عن موضوع "خلق ثقافة التعايش المشترك"، ويشارك عمرو خالد الحديث عن هذا الموضوع الصحفية المرموقة روبين رايت، المراسلة الدبلوماسية لصحيفة واشنطن بوست. وتضمنت دعوة معهد بروكينجز لمحاضرة عمرو خالد الإشارة إلى كونه "أحد أهم الأصوات البارزة والمؤثرة في العالم العربي".
وتجيء زيارة عمرو خالد للولايات المتحدة والتي سيبدأها بزيارة مدينة نيويورك للمشاركة في حفل تكريم تقيمه مجلة تايم لأهم 100 شخصية مؤثرة في العالم هذا العام، حيث تضمنت اللائحة هذا العام شخصيات من خلفيات متنوعة منهم العاهل السعودي الملك عبد الله ، والرئيس السوداني عمر البشير، والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامئني، وراؤول كاسترو أخو الرئيس الكوبي، ووزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني، إضافة إلى العديد من المشاهير الأمريكيين مثل كوندي رايس، وأوبرا وينفري وجورج كلوني وبراد بيت.
نموذج الإسلام المعتدل
تأتي هذه الزيارة في وقت تعكف فيه العديد من المؤسسات البحثية الأمريكية المستقلة مؤخرا في الترويج لفكرة بناء ودعم شبكات من الإسلاميين المعتدلين من اجل مواجهة ما يطلق عليه قوة الإسلام المتطرف المتمثل في تنظيم القاعدة. ونموذج عمرو خالد يعتبر نموذجا مقبولا في الغرب والولايات المتحدة تحديدا للإسلام المتسامح المتطور الذي لا يتعرض للقضايا السياسية ولا الشئون العامة، بدلا من إيديولوجية تنظيم القاعدة التي تقوم بأعمال عنف وإرهاب وقتل وتكفير للمسلمين وغيرهم، وتقوم القاعدة بكل ذلك تحت مبررات دينية. وكانت مؤسسة راند قد أصدرت دراسة هامة الشهر الماضي، وحددت فيها وصفات لتقويض المد الأصولي الذي تراها عنصراً رئيسياً في تهديد المصالح الغربية حول العالم.
ويعتقد الكثيرون في واشنطن أن أحد الأدوات الرئيسية لمواجهة هذا المد المتصاعد تكمن في تقوية ما أطلق عليه تيارات "الإسلام المعتدل" باعتبارها حائط الدفاع الأول في مواجهة انتشار التطرف والتشدد في العالم الإسلامي. وتعتبر الدراسة التي أعدتها شارلي بينارد الباحثة بمؤسسة "راند" للدراسات ونشرت عام 2004 أحد العلامات البارزة في هذا المجال، والتي صنفت فيها الإسلام السياسي إلي أشكال متعددة، كان أهمها "الإسلام المعتدل".
أما الدراسة الأخيرة والتي كان عنوانها "بناء شبكات من المسلمين المعتدلين في العالم الإسلامي" وشارك فيها أربعة باحثين في مقدمتهم شارلي بينارد وأنجل رابسا ولويل شوارتز وبيتر سكيل، فقد انطلقت من فرضية أساسية مفادها أن الصراع مع العالم الإسلامي هو بالأساس "صراع أفكار" وأن التحدي الرئيسي الذي يواجه الغرب يكمن فيما إذا كان العالم الإسلامي سوف يقف في مواجهة المد الجهادي الأصولي، أم أنه سيقع ضحية للعنف وعدم التسامح.
وقد قامت هذه الفرضية علي عاملين أساسيين أولهما أنه علي الرغم من ضآلة حجم الإسلاميين الراديكاليين في العالم الإسلامي، إلا أنهم الأكثر نفوذاً وتأثيراً ووصولا لكل بقعة يسكنها الإسلام سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية. وثانيهما ضعف التيارات الإسلامية المعتدلة والليبرالية والتي لا يوجد لديها شبكات واسعة حول العالم كتلك التي يملكها الأصوليون
ومن المعروف أن عمرو خالد على صلة قوية بالعديد من الشخصيات العربية الهامة منهم الكثير في دوائر صنع القرار وخارجها، ولا يتطرق عمرو خالد في أحاديثه إلى القضايا السياسية العربية الهامة مثل الصراع العربي الإسرائيلي ولا احتلال العراق ولا الوضع المتدهور في الصومال، ناهيك عن أزمة دارفور. ويفضل الداعية المصري التركيز على الوسطية والاعتدال ونشر رسائل المحبة والتسامح، والمناداة بمحاورة الآخرين بالعقل والحجة. وتتمحور رسالة الداعية عمرو خالد في ضرورة تمسك المسلمين بدينهم وثقافتهم الإسلامية دون تعارض مع روح العصر والتطور الحادث في جميع مجالات الحياة.
وكان الداعية المصري قد ذكر في رده على مقالة للكاتب المصري أحمد المسلماني نشرتها صحيفة المصري اليوم في عدد 23 يناير الماضي: "نحن كمسلمين نعاني معاناة شديدة من أن وسائل الإعلام الغربية تعرض الإسلام بشكل مشوه، كما أنها تقدم أناساً سيئين، باعتبارهم صورة الإسلام والمسلمين. وعلي ذلك، وحرصاً علي صورة ديننا وصورة المسلمين، يتوجب علينا إحلال الصواب محل الخطأ، ولو أعطيت لنا الفرصة لذلك «أي لتوضيح صورة الإسلام» لكانت فرصة عظيمة.. لا ينبغي أن نتردد فيها، ذلك أن هذا الأمر هو هدف الإسلام ورسالة المسلمين."
عن معهد بروكينجز
معهد بروكينجز مؤسسة غير ربحية تعمل لتزويد صانعي القرار الأمريكي بتوصيات عن أهم القضايا والشؤون التي تشغل المجتمع السياسي الأمريكي في مختلف المجالات، بما في ذلك شئون السياسة الخارجية والطاقة والبيئة والاقتصاد، قضايا الشرق الأوسط. ويعمل المعهد لتحقيق ذلك الهدف من خلال البرامج البحثية والندوات والمطبوعات التي يصدرها المعهد، علاوة على مساهمة باحثي المعهد في النقاش السياسي بواشنطن من خلال الظهور في البرامج التليفزيونية، إضافة إلى إبداء أرائهم من خلال صفحات كبرى الجرائد الأمريكية. ويعد مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط من أبرز أقسام البرنامج التي تتعامل مع شئون العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ويرأسه مارتن إنديك الذي عمل في إدارة الرئيس بيل كلينتون لمباحثات سلام الشرق الأوسط، وعمل أيضا سفيرا بإسرائيل ومساعدا لوزيرة الخارجية ما بين 1997 و 2000.
• مشروع بروكينجز للسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي
لمركز سابان مشروعات عديدة تهدف لتحسين استيعاب الولايات المتحدة، سواء الرأي العام أم صناع القرار، لطبيعة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي في إطار الارتباطات السياسية والإستراتيجية للحكومة الأمريكية بالمنطقة. فمثلا هناك مشروع بروكينجز للسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي الذي يرأسه ستيفن جراند. ويهدف المشروع على حد تعبير المعهد لـ"إيجاد إجابات للأسئلة والاستفهامات العديدة التي أشارت إليها أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخصوصا مسألة التنسيق بين هدفين أساسيين هما:
1. الحاجة للحد من التطرف الإسلامي المولد للإرهاب.
2. ضرورة بناء علاقة إيجابية بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
ومن أبرز عناصر المشروع المؤتمر السنوي الذي ينظمه المعهد بدعم مباشر من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني. وتجري وقائع المؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة، وتجذب زعماء من مختلف القطاعات (السياسي، الإعلامي، الاقتصادي، الأكاديمي) المؤثرة بالولايات المتحدة والعالم العربي.
نقلا عن تقرير واشنطن.