ان الكيفية التي يقرأك بها الآخرون تلعب دورا هائلا في حياتك، فمثلما تقرأ الآخرين كذلك يقرأك الآخرون، ولذلك سيكون مفيدا جدا لك اذا تعلمت كيف تقرأ نفسك من خلال قراءة الآخرين كمن ينظر إلى صورته في المرآة. ولاعطاء الانطباع الايجابي ينبغي ان تعرف كيف تستعد لقراءتك من قبل الآخرين وكيف تقيم الجمهور الذي سيقرأك وكيف تخطط اسلوب تعاملك معه وكيف تتكيف مع الظروف المتغيرة.
استعد لقراءتك من الآخرين!
الاستعداد لكي تُقرأ من قبل الآخرين ليس عملية معقدة، فقد تكون بسيطة جدا مثل غسيل سيارتك قبل ان تخرج بها مع شخص تريد ان تترك لديه انطباعا ايجابيا عن نفسك او ان تخصص بضع دقائق لتبديل ملابسك بملابس اكثر ملاءمة قبل توجهك الى حفل عشاء او اجتماع او التفكير ببضعة اسئلة ذكية لطرحها اثناء مقابلة للحصول على وظيفة. ففي أي موقف تريد ان تقدم نفسك فيه بصورة ايجابية يمكنك ان تبدأ الاستعداد له بطرح الاسئلة التالية على نفسك:
{ من هو الشخص الذي سأقابله؟
{ ما هو هدفي من المقابلة؟
{ كيف ينبغي علي ان يكون مظهري؟
{ كيف أصل إلى مكان اللقاء وأعود منه؟
{ أين يجب ان أذهب وماذا يتوجب علي أن افعل؟
{ كيف يجب ان اتصرف؟
{ ما الذي ينبغي ان اقوله؟
الشخص الآخر
في أي موقف تحتاج لأن تفكر في الكيفية التي سيقرأك بها الآخرون حتى لو كان ذلك الذهاب لاحضار اطفالك من المدرسة عليك ان تتذكر ان المدرسين والمدرسات والاطفال الآخرين سيقرأونك وعليه يفضل ان تعتني بمظهرك كأن تسرح شعرك وتبدل ملابسك فكل هذه الأمور تضيف الكثير لاعطاء الانطباع الايجابي عنك.
الهدف
ان الهدف الذي ترجو تحقيقه من أي لقاء يجب ان يحدد كيفية التحضير أو الاستعداد لذلك اللقاء، اذا كان اللقاء على وجبة عشاء ينبغي ان يكون تركيزك على الانطباع الذي ستتركه اثناء اللقاء عن نفسك وعدم التفكير بنوعية الطعام الذي ستتناوله.
المظهر
يجب ان تولي اهتمامك وتفكيرك بكل أوجه مظهرك اذا كنت تريد اعطاء افضل انطباع ايجابي عن نفسك، فاذا كنت تحاول اعطاء صورة المهني الذي يمتلك لباقة رجل الاعمال بحذائك اللماع وبدلتك المكوية فهذا وحده لا يكفي اذا كان شعرك بحاجة لمقص الحلاق او كانت ربطة العنق اشبه بربطة شخصية كرتونية، ان افضل معيار للحكم على مظهرك هو طرح السؤال على نفسك: كيف ستكون ردة فعلي لو رأيت شخصا بمثل مظهري؟ حدد معايير لنفسك واحرص على ان تلتزم بها وليس فقط للحكم بها على الآخرين، عليك ان تخطط مسبقا للكيفية التي ستظهر بها خلال مجرى نشاطك اليومي وبذلك ستبقى محافظا على أبهى مظهر لك.
وسيلة المواصلات
ليس المطلوب استئجار ليموزين كلما أردت ان تعطي انطباعا مثيرا للاعجاب لشخص ما ولكن مظهر سيارتك اشبه بلمحة عن منزلك او حتى مداخيل نفسيتك، فالانطباع الذي يتكون من السيارة غير المحافظ على نظافتها يقول: انك في الوقت الذي ارتديت فيه ابهى ملابسك في مناسبة ما الا ان بقية اوقات حياتك ترتدي بذات الهيئة التي عليها سيارتك، قد يكون هذا الحكم غير منصف الا اننا كثيرا ما نصدر هكذا حكم.
أين نذهب وماذا نفعل؟
فكر دائما بمدى تأثير البيئة التي تختار مكان اللقاء فيها على نوعية الانطباع الذي يكونه الآخرون عنك، فاذا كنت تريد اعطاء انطباع جيد لا تجري مقابلة مع موظف محتمل او عميل محتمل وانت جالس خلف مكتب غير مرتب وعليه أكداس من الملفات والاوراق، فاذا كان العالم مسرحا فأنت المخرج المسرحي والممثل والسيد المسيطر على حياتك ولذلك جهز مسرحك بطريقة تجعلك تبدو جيد المظهر.
اقرأ وتفاعل واقرأ ثانية
اذا كان الشخص الآخر الذي تتحدث معه غير مركز على ما تقوله فهو يقوم بقراءتك خاصة عندما تتحدث مع الآخرين ولكن اذا اوليت اهتماما اثناء كلامك الى الطريقة التي يقرأك بها الآخرون فانك تكتشف شيئا عن نفسك وبذلك تستطيع التفاعل مع تلك القراءة وتعود لقراءة ردود افعالهم، وخلال مراقبتك لهم حاول ان تقرأهم من خلال لغة اجسادهم واصواتهم وتصرفاتهم ووسائل اتصالاتهم.
واسأل نفسك الاسئلة التالية لتهتدي الى الكيفية التي يقرأك الآخرون بها:
ماذا تقول لغة اجسادهم لي؟ هل عيونهم تدور في حركة استنكارية؟ هل توجد مؤشرات على الملل أم الانتباه؟ هل يقتربون منك ام يبتعدون؟
يمكنك ان تقرأ كيف يقرأك الآخرون وتتجاوب بفاعلية ايجابية معهم اذا كنت منتبها الى المؤشرات والدلائل الصادرة عنهم، والقاعدة الذهبية التي يمكنك الاعتماد عليها كمعيار هي طبيعة التواصل بينك وبين جمهورك:
هل الاستماع اليك من قبلهم مازال بنفس الاهتمام عندما بدأت الحديث؟
وهل يتفاعل جمهورك مع كلامك أم انهم يتحدثون مع بعضهم وينسحبون من المشاركة معك في الحديث؟
وهل الجمهور الذي كان من المفترض ان يغادر مبكرا ظل مشاركا معك في الحديث ولم يغادر مبكرا؟ وهل من كان من المفترض الا يغادر مبكرا قد قرر المغادرة مبكرا؟
باختصار هل التفاعل بينك وبين الجمهور يتطور الى الاسوأ أم إلى الأحسن؟
تعلم النظر الى المرآة
توجد عدة طرق لتحسين قدرتك على رؤية الصورة التي يراك فيها الآخرون وهذه الطرق بسيطة ولكنك تحتاج لان تكون موضوعيا في تقييمك لنفسك وهذه مهمة ليست سهلة فغياب الموضوعية يعتبر العقبة الكبرى امام القراءة الفعالة للآخرين فكيف اذا كان الانسان مطلوبا منه ان يقرأ نفسه في المرآة لكي يتعرف كيف يقرأه الآخرون، فاذا كنا نميل الى المبالغة في نواقص الآخرين فاننا على العكس نميل الى التقليل من شأن نواقصنا فاذا لم تكن موضوعيا في قراءة نفسك في المرآة فأنك تخطئ في فهم الكيفية او الصورة التي يراك فيها الآخرون، ولذلك استعمل كل مهاراتك في فن قراءة الناس عند قراءتك لنفسك في المرآة بكل ما تستطيع من موضوعية وذلك باتباع الوسائل التالية.
المرآة لا تكذب
انظر الى صورتك في المرآة وتخيل نفسك شخصا آخر يقوم بقراءتك. انظر إلى شعرك وملابسك وهيئتك ولغة جسدك، واخضع صورتك في المرآة لقراءة دقيقة وشاملة كأنك تقرأ شخصا آخر واسأل نفسك: اذا كانت شخصا له خلفية ومعتقدات الشخص الذي سأقابله وسيقوم بقراءة شخصيتي فكيف سأقيم شخصا يبدو ويتكلم ويتصرف على النحو الذي ابدو عليه والطريقة التي اتكلم واتصرف بها؟ ويمكنك ان تصور فيلم فيديو لرصد طريقتك في التصرف والكلام والمظهر الذي تبدو عليه كما يمكنك ان تستشير شخصا تثق به ويستطيع ان يقيمك بصراحة عندما تكون متشككا بشأن تصرف ما عليك ان تتفحص ردة الفعل من خلال بادرة بسيطة من نوع ذلك التصرف فاذا كانت ردة الفعل ايجابية امضي به واما اذا كانت ردة الفعل سلبية تراجع عن هذا التصرف فورا.
في كل شخص رغبة في الاستئثار بإعجاب الآخرين، والاستحواذ على ثنائهم سمة من سمات الحياة، والمرأة الجميلة قد تحظى بإعجاب الناس، ولكن مثل هذا الاعجاب يتبدد كالدخان في الهواء، اذا لم يسانده جمال الروح، وأهم عنصر في جمال الروح هو الجاذبية، واليك يا أخى الحبيب
(10) قواعد تشكل أهم مقومات الشخصية الجذابة
:1 ـ عدم البوح بالمتاعب الخاصة:
فالحزن والألم والضيق، عناصر موجودة أصلا في الانسان ولا يمكن له التخلص منها، ولكن لابد من إخفائها أو تقليلها قدر الإمكان حتى لا يسأم الآخرون لانهم غير مجبرين على المشاركة في أحزاننا
2 ـ فهم الآخرين:
ومن المستحسن محاولة فهم مشاكل الاخرين، كما يجب احترام أحزان الآخرين وإبداء السرور في أفراحهم
3 ـ علم الاستماع:
فالاستماع للآخرين يكسبك جاذبية، لان الشخص الذي يتقن فن الاستماع الأحاديث الآخرين يكون محبوبا منهم كما يجب أن تترك للاخرين حرية الحديث ثم تشارك فيه بعد ذلك
4 ـ عدم التعالي على الآخرين:
ويعتقد الكثيرون في قرارة أنفسهم انهم لا يقلون عن الآخرين في أي شيء، لذلك فالتعالي عليهم قد يؤثر على علاقتهم بك، ويتمثل ذلك في طريقة الحديث والتصرف غير اللائق، بينما التواضع يكسب صاحبه دائما محبة الاخرين
5 ـ إظهار الإعجاب في الوقت المناسب:
إن كل إنسان يحب أن يتلقى المديح ولكن ليس الى درجة النفاق، فالانسان يحتاج الى المجاملة وإظهار الإعجاب الذي يجدد الثقة بنفسه، ولكن يفضل أن تظهر هذا الاعجاب في محله بكلمة مخلصة وفي الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة
6 ـ التفاؤل المعقول:
والمتفائل محبوب دائما، فهو يجعل الآخرين يرون العالم بمنظار الواقع، ولكن هذا التفاؤل يجب أن يكون في حدود المعقول وان لا يتطرق الى الخيال، والمتفائل لا يعترف باليأس، ولكنه يجدد دائما الامل في حل مشاكله وفي حدود الامكانيات الموجودة.
7 ـ تقبل ملاحظات الغير:
من الجيد استقبال ملاحظات ونقد الآخرين برحابة صدر خاصة إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة الحقة وقد تصدر هذه الملاحظات من أناس حاقدين، ولكن في الحالتين من المستحسن أن تتقبل ما يوجه اليك من ملاحظة أو نقد بابتسامة ومهما كان الثمن.. مع ما يفرضه ذلك من التحكم بالعقل والسيطرة على المشاعر
8 / التفكير بنفسية مرحة:
وعند التفكير في موضوع ما، من الأفضل أن تكون نفسيتك مرحة وهادئة، ليتسنى لك البت في الأمور بطريقة سلسة وغير معقدة، أما عندما تكون نفسيتك كئيبة فلا تحاول أن تحسم في أمر ما، حتى لا يشوب النتيجة الخوف والقلق
9 ـ التفكير والتصرف بنفسية الخير:
فحتى تكون جذابا لابد أن تتصرف دائماً بنفسية الخير واذا كنت تتحلي بجميع الصفات السابقة، فانك بدون صفة الخير ستفقد عنصراً هاما من عناصر الجاذبية
10 ـ واخيراً.. الصراحة:
ان الصراحة صفة أساسية من صفات الجاذبية، فهي واجبة في التفكير مع النفس، وفي التفاؤل مع الغير.. أما ذو الوجهين أو المحب لذاته والمشاكس لغيره، فهل سيكون برأيك .. جذابا؟