لم يحرم الإنسان نفسه من الإستفادة من الحياة والتعلم من تجاربها المريرة والسعيدة على حد سواء ويخسر دنياه وآخرته في نفس الوقت ؟؟!!!!
أحيانا يجبرنا الحزن والكآبة على السعي الدؤب والبحث المستمر عن وسيلة للغياب عن الحياة ولو لفترة قصيرة أو حتى طويلة أو للأبد.
قد يفعل ذلك الإنسان لأنه قد ضاق ذرعا بالحياة أو بنفسه أو بمن حوله وقد رأى ان التخلص من حياته فيه راحة له ولمن حوله وللحياة !!
لكن مهلا .... ماذا ستستفيد الحياة من رحيل شخص بعينه عنها أو قدوم آخر اليها ؟؟!!!!
ان الحياة تحركنا من بعيد وتتفرج علينا ايضا من بعيد دون ان تشعر بحزن أو فرح لرحيل فلان أو قدوم علان، فالحياة لا تمتلك المشاعر الإنسانية - التي غالبا ما تتحكم في الإنسان بجانب عقله – ولا تتأثر بها .
لو فكر المقبلون على الهروب من الحياة ولو للحظة قبل ان يفعلوا ذلك لوجدوا أنهم وحدهم الخاسر في هذا الحدث وليس لأحد أي مكسب في ذلك لا هم ولا الحياة . فالحياة لن تستفيد ولن تضر برحيلهم عنها كما قلنا أما هم فسيخسروا الكثير أولا سيخسروا أخراهم التي قد تكون أجمل إن صبروا والتي يجب أن يتمنوها أفضل حالا من دنياهم .
ثانيا سيخسروا دنياهم والتي مهما فعلت معهم هم مستفيدين منها فتجارب الحياة مهما كانت قاسية ومؤلمة بالنسبة لنا بمجرد مرورها وانقضاء امرها ونحن ما نزال متماسكين يعطينا قوة وخبرة في الحياة ويعد ذلك انتصارا لنا على الحياة مهما كان مقدار خسارتنا المادية في هذه التجارب القاسية فنحن مستفيدون منها بإذن الله .
كما أنه لابد من وجود حكمة ما وراء كل ما يحدث للإنسان في حياته وإلا فلم يحدث ؟؟!!!
لو تأكد الإنسان من ذلك لإستفاد دون عناء من أي تجربة تمر به مهما كانت مرارتها وقسوتها ولصبر عليها حتى انقضائها ، فهو حتما سيتعلم شيئا ما في تلك التجربة حتى وإن لم يعلم الحكمة وراء حدوثهها له دون غيره من البشر فهو على اقل التقديرات قد تعلم التفكير والبحث عن حكمة حدوث التجربة المريرة مما يجعله قادرا على التفكير بصورة أفضل في تجارب لاحقة.
فالإنسان في نهاية الأمر عبارة عن مجموعة من التجارب والخبرات الحياتية ودائرة معرفة لا يعلم مداها سوى خالقها سبحانه وتعالى .
فلتحيا مأساتك وتحاول الإستفادة منها كما تحيا سعادتك وتحاول التمسك بها