يضرب شباب منطقة باب الشعرية بوسط القاهرة المثل في التكافل الاجتماعي، عندما قرروا تنظيم مائدة للرحمن ولكن بطريقة عصرية للغاية، بعد أن استثمروا رغبة ربات البيوت وأصحاب محال الأطعمة والحلويات والفاكهة من سكان منطقتهم، في التبرع بجزء من طعامهم اليومي أو جزء من بضاعتهم للفقراء والمعوزين، من دون أن يفترش هؤلاء الشوارع، ولا يتساوى المتسول المحترف مع المحتاج حقا.
وعن مراحل جمع وتوزيع وجبات الإفطار يقول أحد القائمين على هذا العمل الخيري : قبيل صلاة العصر ونكون قد وفرنا عبوات أطعمة فارغة، يأتي إلينا أبناء الأهالي لأخذها والعودة بها إلى المنازل، كل يأخذ بحسب ما يريد أن يتبرع، ويعودون بها إلى المنازل لتملأها ربات البيوت بما يجدن به من أطعمة، لتعود هذه العلب مره أخرى إلى مقر تجمعنا بالمسجد، وفي نفس التوقيت يرسل إلينا أصحاب المحال بالمنطقة من فران وفكهاني وأصحاب محلات الساندويتشات والعصائر بمختلف أنواعها، من يريد أن يتبرع منهم من بضاعته ما يجود به، بعدها نقوم نحن بالتوليف بين كل ما يأتينا لنخرج في النهاية وجبة إفطار متكاملة يقوم الشباب المتبرع بجهده بحملها والذهاب بها إلى منازل الأسر المحتاجة وتسلميها إليهم، وهكذا يستمر علمنا كل يوم في رمضان.
وعن أهم الصعوبات التي واجهتهم في أداء مهمتهم الخيرية يوضح : في البداية واجهتنا صعوبة في الوقت وقلة عدد الشباب المتبرع بجهده في توصيل الوجبات إلى المنازل، فعلى سبيل المثال كنا من المفترض أن نوصل 100وجبة إلى الأهالي، كل في منزله ولا يزيد عددنا على أصابع اليد الواحدة، كل هذا بالإضافة إلى استلام الأطعمة من المتبرعين والتوليف بينها مع مراعاة أن يتم كل هذا قبل موعد الإفطار بوقت كافٍ، لكن الحمد لله تغلبنا على ذلك بعزيمة الشباب المتبرع الكبيرة وحماسه لعمل الخير وسرعته في أداء ما يطلب منه ؛ حسب صحيفة الخليج الإماراتية .