هذه الحكمة للنجاح ام للفشل !!!!!!!! ايه رأيك

القناعة كنز لا يفنى

ما سمعت يوما بحكمة هدامة كهذه !! لا اشك ابدا ان من جادت علينا افكاره بهذه الحكمة هو رجلا بائس , عاش على اطراف الحياة وقانعا بانصاف ما يمكن الحصول عليه !! من يفكر بهذه العبارة يجدها دخيلة على الموروث العربي كغيرها الكثير من الحكم الهدامة المتداولة في مجتمعنا العربي المبتلى بحكّم ما انزل الله بها من سلطان .
منذ متى والعرب قنعوا بكنز قوامة الفقر وقلة الحيلة والانكفاء وراء جدران النسيان ليقولوا لاحفادهم - اقنعوا دائما بالقليل فالقناعة كنز لا يفنى , لقد بحثت عن هذه العبارة بين الناس فلم اجدها ابدا في قواميس لغة الناجحين والمتميزين والذين يشار اليهم بالهمة العالية وسعة الحيلة في ادارة امورهم نحو الافضل دائما , فلم اجد لها مكان الا عند البائسين الراضخين لواقع مر صنعوه بأيديهم وما فرض عليهم الا حكمتهم التي امنوا بها منذ عقود ولهذا لم يتغيروا منذ عقود!!! ففاتهم اللحاق بالمجتمعات الطموحة لمستقبل وواقع احسن , اما اصحاب القناعة كنز لا يفنى فحياتهم ككف الماء المتسرب من بين اصابعهم دون ان يلحظوا , حياة باردة , جامدة , تتركهم لسنين وتجدهم كما هم فقناعتهم كنز لا يفنى , لكنهم هم انفسهم يفنون !!! فلماذا العمل لساعات اكثر؟ ولماذا نطلب حياة افضل؟ ولماذا نتعب انفسنا بتغيير لا نعرف نتائجة؟ اقنع يا اخي بما انت عليه -كبر دماغك- فالقناعة كنز لا يفنى .
لا على سبيل البحث في هذا الموضوع وانما هي الصدفة البحته فقط وقعت عيني على نشرة تتكلم عن العلماء العرب ايام صدر الاسلام وحتى نهاية الدولة العباسية في بغداد , استغربت ايما استغراب ! لا يوجد عالم عربي واحد يتخصص بعلم واحد! فأقلهم علما هو عالم في الطب والكيمياء والموسيقى! لا بل وله مخترعات ومؤلفات تدرّس حتى يومنا هذا !! السؤال هنا اذا كانت القناعة كنز لا يفنى لماذا العرب اكلوا العلم اكلا بأسنانهم؟ ولماذا الجاحظ جحظت عيناه من كثرة القراءة؟ ولماذا لم يكتفي هارون الرشيد بحدود بغداد سلطانا له؟ ( الدولة العباسية امتدت من شنغهاي-الصين- الى مسافة 15 كيلومتر جنوب باريس-فرنسا ) !!!!!
وأن اكتفى العالم الغربي بأكتشافه للارض وان القناعة عنده كنز لا يفنى, لماذا اطلق صواريخه لاكتشاف الفضاء؟ ولو ان البشر قنعوا بالعربة والحصان اداة للنقل لماذا صنعوا الطائرة؟ لو كان كل ما تقدم يعمل بحكمتنا الذهبية -القناعة كنز لا يفنى - لما طار انسان الى الفضاء وما بنينا جسرا او عمرنا مصانعا وفتحنا الجامعات , لقد ان الاوان لاعادة صياغة الحكمة التي سببت تخلف مجتمعات بأكملها بدعوى القناعة الهدامة لقدرات الانسان الحقيقة , القناعة اليوم مطلب اساسي لتسويق شعار الفقر والجهل والتخلف عن ركب التقدم , القناعة كنز لا يفنى شعارا لا يرفعة الا من يريد لهذه الامة البقاء على ما هي عليه من وضع مضحك مبكي بائس لا وجود له ولا اثر بين الامم الاخرى والسبب ان القناعة كنز لا يفنى.

كانت الحكمة العربية تقول .. لا تقنع بما دون النجوم .. ومن لا يهوى تسلق القمم , يبقى ابدا بين الحفر