عندما يلتقي قرابة 500 من السيدات تحت سقف واحد، قل علي الرجال السلام..! فما بالك اذا كان هذا الحشد من سيدات الأعمال صحيح كان هناك نفس الرقم تقريبا من الرجال تحت نفس السقف لكن الصوت النسائي كان الاعلي مدعوما ومؤيدا من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ويمثلها امينها العام انجل جوريا في محاولة جادة لكي تشغل المرأة مساحة اكبر من حركة التنمية الاقتصادية وممارسة الاعمال دون تمييز بين الجنس الناعم والجنس الخشن! ورغم توافر الدعم لمطالب السيدات من الرجال مثل د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار والعديد من كبار المسئولين في المنظمات الدولية إلا أن ممثلي 45 منظمة من منظمات سيدات الاعمال في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لم يكن في حاجة ماسة لمن يساعدهن فقد خرجت الكلمات من افواههن مثل طلقات الرصاص احيانا ومثل الزغاريد احيانا اخري ومثل الهمسات في احيان ثالثة! والحقيقة ان كلماتهن امام اول منتدي لسيدات اعمال دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنظمة التعاون الاقتصادي جاءت قوية في اغلبها ومقنعة ايضا وان بدت علامات الدهشة وعدم الاقتناع علي بعض الرجال! كلمات وزيرة التجارة الدولية والشئون الاوروبية بايطاليا ايما بونينو كانت الاقوي وتقف معها في نفس الصف د. اماني عصفور رئيسة الجمعية المصرية لسيدات الاعمال والتي لم تترك فرصة خلال ادارتها للحوار الا وكررت مطالب النساء بالمشاركة وتمكينهن من حقوقهن وهي ترفع شعار 'يا نساء العالم اتحدن'! وكلمات عاقلة ورزينة جاءت علي لسان اخريات مثل الشيخة الدكتورة حصة سعد العبدالله الصباح رئيسة مجلس سيدات اعمال العرب والاميرة لولوا الفيصل نائبة رئيس مجلس امناء كلية عفت بالسعودية.. وطبعا لا يمكن نسيان فرانسواز فونينج رئيسة الجمعية العالمية لسيدات الاعمال وهي تتحدث باعلي صوت تطالب الرجال بان يشدوا علي ايدي النساء وتشجيعهن علي المشاركة في التنمية لاقتصادية. كلهن يطالبن بحقوق المرأة ومنحها فرصا اكبر مما هي عليه الآن. كانت الوزيرة الايطالية اشد حماسا عندما وصفت المرأة بالكنز وقالت: هناك جيش جرار من السيدات يتم اغفال طاقاته مشيرة الي انهن يمثلن 50 % من سكان العالم لا يتم استثماره بشكل جيد وبالطريقة المثلي، لا يتم استثمار طاقاتهن ولا عقولهن بسبب وجود انواع عديدة من التمييز في دول عديدة مثل التقاليد والتفرقة.
ورغم كلماتها الرقيقة الا ان ايما بونينو كانت اقوي من بعض الرجال عندما طالبت النساء بعدم انتظار الحق . وقالت: نحن بنات هذا العصر تعلمنا ان حل مشاكلنا بايدينا ولا ننتظر من يحلها لنا.. واضافت: لا تنتظرون 'العريس' الذي لا يأتي! واستمرت في تحديها قائلة: علينا اغتنام الفرصة فليس هناك رجل سوف يساعدنا في سد الفراغ الذي نهدف الي شغله! جهودنا هي التي تساعدنا.. واضافت: بدون ذلك لن تتحقق الاحلام! وقد وجدت الوزيرة الايطالية تأييدا كبيرا من جميع سيدات ورجال الاعمال وكبار المسئولين مثل انجل جوريا امين عام منظمة التعاون الاقتصادي الذي لخص رأيه في ان المرأة لا يجب ان تظل خلف الابواب. وقال ان مشاركة النساء في العمل تتزايد بشكل ملحوظ في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث بلغت 28 % من قوة العمل رغم انخفاض النسبة الي 11 % فقط في دول مثل السعودية وقطاع غزة بسبب القوانين التي تحد من حرية المرأة في العمل والانتقال.
ونفس التأييد جاء من د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار والذي جاءت كلماته لتؤكد علي ان تمكين المرأة من النشاط الاقتصادي ودعم مشاركتها ليس نوعا من التعاطف او المحاباة ولكن لهدف اكبر وهو اطلاق الفرص امامها للمشاركة الفعالة في التنمية.. ولا نكتفي بمجرد الاعلان عن اكتشاف ان المرأة تمثل نصف المجتمع! واستعرض الوزير بعض الاحصائيات التي تتناول نسب مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي بدول العالم فقال ان نسب ملكية المرأة للشركات تصل في اوروبا الي 24 % من عدد الشركات هناك وتبلغ 20 % من شرق اسيا ونفس الرقم تقريبا في امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في حين تبلغ 3 % في جنوب اسيا وتصل الي 10 % في جنوب الصحراء والدول الافريقية و13 % في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وذكر ان النسبة في مصر معقولة حيث تبلغ 21 % واضاف قائلا انه رغم تحقيق قدر كبير من الانجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الا ان حجم مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي لا يرقي الي طموحات شعوب المنطقة. وجاءت الارقام التي طرحتها سحر السلاب نائبة رئيس البنك التجاري الدولي لتنتزع آهات سيدات الاعمال حيث اشارت الي ان 38 % من قوة العمل بالمصارف العاملة بمصر من السيدات وقالت انه ليس مهما الحصول علي الفرصة فالمهم هو الارتقاء بها، واضافت انها تؤمن بسهولة ايجاد الاعمال لكن الصعوبة تكمن في التعلم والمعرفة.
إن المشاركة في صنع القرار والتمكين الاقتصادي باتا يمثلان وجهين لعملة واحدة. هكذا اكدت الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح رئيسة مجلس سيدات اعمال العرب وقالت ان مفهوم التمكين يشير الي كل ما من شأنه ان يطور مشاركة المرأة وينمي من قدراتها ووعيها ومعرفتها الاقتصادية والتجارية ودورها في سوق العمل. وبنفس القوة جاءت كلمات د. فرخندة حسن الامين العام للمجلس القومي للمرأة حيث اكدت ان تمكين المرأة ودعم دورها اصبح امرا حتميا باعتبار ذلك محركا اساسيا للتنمية الاقتصادية. وبنفس الحماس جاءت كلمات الاميرة لولوا الفيصل نائبة رئيس مجلس امناء كلية عفت بالسعودية حيث اعربت عن ثقتها في الدور الذي تلعبه المرأة العاملةمشيرة الي ان المرأة السعودية حققت الكثير وقالت ان 3 % من المشروعات المسجلة صغيرة وكبيرة ومتوسطة تملكها سعوديات.. وهناك المزيد من الفرص.
اما مونيا الصخيري امين عام اتحاد منظمات الاعمال المتوسطية فقد 'جابت من الاخر' وقالت: تحيا المرأة.. ولكنها لم تنس الرجل فكررت نفس الدعوة قائلة:... ويحيا الرجل!
وبشكل محدد وبالارقام طرحت نشوة الطاهر عضوة مجلس ادارة الغرفة التجارية في جدة بالسعودية رأيها مشيرة الي وجود 15 مليار ريال سعودي '4 مليارات دولار' عبارة عن مدخرات نسائية لسعوديات لايتم استثمارها لكنها محفوظة بالبنوك في حسابات جارية واضافت ان هناك 600 الف مشروع في المملكة منها 37 الفا فقط مملوكة للنساء وهي نسبة ضئيلة مقارنة بمدخرات النساء.. ولذا فان الامر يحتاج الكثير لتمكين المرأة ومنحها الفرصة للمشاركة.
هذه المشاركة اشارت اليها المرأة الوحيدة في البرلمان الاردني وهي وجدان التلهوني الساكت رئيسة ملتقي سيدات الاعمال والمهن الاردني وقالت ان المرأة هناك اقتحمت مجالات كانت مغلقة لصعوبتها مثل السمسرة في الاوراق المالية فقد كانت مجالا محرما علي النساء لكنهن اقتحمنه جنبا الي جنب مع الرجال.. كما اقتحمن مجالا اخر اصعب وهو مهنة 'السباكة'!
اما افنان الزياني رئيسة جمعية سيدات اعمال البحرين فقد اشارت الي أن المرأة هناك تشكل 6 % من حجم السجلات التجارية وهذه النسبة تزداد مع الوقت.. وقالت ان السجلات تمتلكها السيدات ولكن يديرها الرجال!
وبنفس القدر من الاعتراف بالواقع جاءت كلمات بثينة عراقي حسيني رئيسة جمعيات سيدات الاعمال بالمغرب علي اهمية دور المرأة ولكن لا يجب ان نعتقد اننا 'خارقات' للعادة!
ورغم تواضع سيدة الاعمال المغربية إلا أن قمة الثقة جاءت في صوت وحماس فلورنس استيميه نائبة مدير مركز الاعمال بمنظمة التعاون الاقتصادي عندما وقفت امام الميكروفون في نهاية اللقاء وامسكت بتقرير في يدها قالت انه اعلان القاهرة الخاص بتعزيز مشاركة المرأة في اقامة الاعمال.. وطلبت التصويت عليه برفع الايدي. وسألت: موافقون؟ واجابت: موافقة!
السبت 1 ديسمبر 2007 - 13:39