استخدام طلاب جامعيين كـ"فئران تجارب" تحت لافتة وظا

حذرت لجنة الصحة بمجلس الشعب في اجتماعها أمس من خطورة التداعيات المأساوية والصحية التي تواجه شباب مصر بعد أن أصبحوا فئران تجارب لشركة "جينيسون فارما" لإجراء اختبارات أبحاث الدواء عليهم مقابل مبالغ مالية مجزية.
وأكد بيان عاجل للنائب الدكتور فريد إسماعيل عضو اللجنة أن هذه الشركة تنشر إعلانات ضخمة بجامعة القاهرة، وخصوصًا على جدران كلية التجارة وبجريدة "الوسيط" عن وظائف خالية، مستغلة تنامي البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وحالة العوز بين الطلاب والمواطنين.
وأوضح أن الطلاب المتقدمين للوظيفة الخالية اكتشفوا أن هذه الوظيفة ما هي إلا استخدامهم كحقل تجارب للأدوية المصرية التي يوجد لها مثيل أجنبي في السوق المصري لمقارنة مدى فعالية الدواء المصري والأجنبي وأخذ عينات من الدم من هؤلاء الشباب لتحليلها في مدة زمنية محددة.
وحذر أعضاء اللجنة من خطورة هذا الأمر الذي لا يحتمل الصمت أو السكوت عليه، بعد أن أصبح الشباب المصري حقل تجارب، وتساءلوا: كيف سمحت جامعة القاهرة بدخول الشركة وتعليق إعلانات مخالفة لواقع الوظيفة؟، ومن أين نعلم أن هذه الشركة تعمل لصالح مصر وليس لصالح شركات أجنبية تريد اختبار دوائها؟.
واعتبر النائب الدكتور شيرين أحمد فؤاد عبد العزيز أن ما يحدث مهزلة بكل المقاييس وفضيحة لا يمكن السكوت عليها، متسائلاً: من سمح لهذه الشركة بالقيام بهذا العمل، وكيف يسمح بإجراء التجارب على الأصحاء، بالمخالفة لما يتم في جميع دول العالم من إجراء هذه الاختبارات على المرضى والذين يحتاجون نفس العلاج لمعرفة مدى فاعليته؟.
وتابع في سخرية: "أنا مش فاهم إيه اللي بيحصل ده"، وقال: إننا أمام أمر خطير ونحن أطباء ونعلم جيدا مدى خطورة ما يحدث.
من جهته، أشار النائب الدكتور حسن يوسف إلى علامات الاستفهام والغموض التي تحيط بهذه الشركة والأهداف غير المعلنة من وراء هذا الإعلان، وتساءل: كيف نضمن أن هذه الشركة لا تعمل لصالح شركات أجنبية ولماذا قامت بهذه الحملة الإعلانية عن وظائف خالية بالشركة وكانت المفاجئة أن الوظيفة اتخاذ الشباب فئران تجارب؟.
بدوره، طالب النائب الدكتور صالح العيسوي بسرعة التصدي لهذا الأمر لحماية لأبنائنا، وقال أن التجارب تتم على الحيوانات وبعد التأكد من فعالية الدواء تتم التجارب على المرضى وليس الأصحاء.
وأيده الدكتور مصطفى الكتاتني وكيل اللجنة، الذي أكد وقوع الشباب المصري فريسة لهذه الشركة، وطالب بإجراء تحقيق موسع بحضور مسئول وزارة الصحة، متسائلاً عما إذا كانت هل هذه الشركة تلتزم بالمعايير الدولية في التجارب على المرضى من عدمه.