عقلية المستثمرين المصريين.. غير موجودة في أي مكان في العالم.. طبعاً كلنا فاكرين.. فبراير الأسود.. الذي اهتزت فيه البورصات العربية عام 2006 وأطاح بالبورصات الخليجية في الهواء.. مخاوف هذا الشهر الأسود.. مازالت تسيطر علي المستثمرين المصريين خاصة أن المستثمرين الأجانب اتجهوا للبيع خلال تعاملات الأسبوع الماضي.. فذهب وراءهم المصريون مما أدي إلي تراجع معظم الأسهم بالبورصة.
"الجمهورية" سجلت هذه الظاهرة وناقشتها مع عدد من الخبراء في هذا المجال الحيوي.
هزة بالبورصة
ياسر سعد رئيس الأقصر للأوراق المالية يقول: إن البورصة تعرضت الأسبوع الماضي لهذه عنيفة لا مبرر لها.. رغم صعودها بشكل ملفت للنظر خلال الأسبوع قبل الماضي ومعظمه كان اجازات.
أضاف: أن هناك محاولات استماتة من المستثمرين الصغار "الأسماك الصغيرة".. لإنقاذ أسهم الشركات الصغيرة لأن كل مدخراتهم موجودة في هذه الشركات التي يضاربون عليها يومياً.
قال: إن سهم الكابلات تراجع من 184 قرشاً إلي 170 قرشاً والزيوت المستخلصة من 440 قرشاً إلي 390 قرشاً وبوليفار من 760 قرشاً إلي 713 قرشاً.
كما انخفض سهم الإسكندرية للغزل ليسجل 310 قروش مقابل 345 قرشاً والعربية لحليج الأقطان 925 قرشاً مقابل 965 قرشاً.
أضاف: أن تأثير فبراير الأسود الذي هز البورصات العربية عام 2006 كلام لا أساس له من الصحة.. ويجب علي المستثمرين المصريين التخلص من هذه المخاوف الفارغة التي تؤثر علي مسار البورصة.. وتضعفها.
قال: إن مثل هذه الظروف لا توجد في أي بورصة في العالم.. لأنه من المفروض أن يكون قرار المستثمر في عمليات الشراء والبيع لا يخضع إلي هذه المخاوف والتخاريف بل يخضع لدراسات سوق وقوة أسهم وتحاليل مالية وفنية.
قال: طبيعي جداً.. أن يقع أيضاً الكبار في ظل هذه المهاترات فقد تراجع سهم أوراسكوم للإنشاء وهو الزعيم القوي لمقصورة البورصة ليسجل 570 جنيهاً مقابل 600 جنيه وسهم أوراسكوم تيلكوم 88 جنيهاً مقابل 90 جنيهاً والبنك التجاري الدولي 90 جنيهاً مقابل 94 جنيهاً وسهم الاتصالات 20.22 جنيه مقابل 80.22 جنيه.
عماد فاروق عزيز رئيس شركة الحرية للأوراق المالية يقول: إن ارتفاع مبيعات الأجانب عن مشترياتهم طبيعي جداً خاصة إذا علمنا أن مشترياتهم مرتفعة منذ أكثر من ثلاثة شهور متتالية مشيراً بأنه من يدعي بأن الأجانب علي وشك الخروج من البورصة المصرية مجرد تخاريف وكلام لا يستحق الرد عليه.
لا خوف
أضاف: لا خوف من ارتباط البورصة المصرية باستثمارات الأجانب لأن أي بورصة في العالم بها استثمارات أجنبية لكن عقلية المستثمرين هناك تختلف عن المستثمرين المصريين.. وأنا أري أن الأمور مستقرة وليست هناك أخبار سياسية أو اقتصادية سيئة تؤثر في نفسية المستثمرين.
جمال زكي الخبير بالبورصة يؤكد: أن أسهم الحديد والأسمنت.. سقطت أيضا في فخ مخاوف المصريين وتراجعت معظم أسعار هذه الشركات داخل المقصورة. أضاف: انخفض سهم القومية للأسمنت ليسجل 31 جنيهاً مقابل 50.32 جنيه وأسمنت سيناء 50.72 جنيه مقابل 74 جنيها ومصر بني سويف 131 جنيها مقابل 133 جنيها.
أما أسعار أسهم حديد التسليح فقد تراجع سهم الدخيلة ليسجل 1120 جنيهاً مقابل 1140 جنيهاً والعز لحديد التسليح 69 جنيهاً مقابل 72 جنيهاً.
قال: إن هذا التوقيت هو الأحسن للدخول لشراء الأسهم لأن الأسعار في حالة تراجع بسبب المخاوف من فبراير القادم وعمليات بيع المستثمرين الأجانب.
أكد: بالطبع من الممكن أن يكون هناك محركون من الحيتان الكبار لمثل هذه الأحداث.. لإعادة الشراء بعد أن تخلصوا من الأسهم التي يملكونها في فترة الرواج الماضية.
أضاف: أتمني أن نتخلص من مثل هذه الشائعات والمخاوف بأقصي سرعة وأن لا يتأثر المصريون بمبيعات الأجانب لأنه وارد أن يبيعوا لجني الأرباح وتوجيه جزء من هذه الأرباح إلي البورصات الأوروبية المنتعشة الآن.