قدم بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي شكوى قانونية ضد أحد موظفيه متهما إياه بالنصب والتسبب في خسارة البنك مبلغ 7.1 مليار دولار.
ولم يفصح البنك بعد عن اسم الموظف، لكن وسائل إعلامية تقول إن اسمه هو جيروم كيرفيال، وإنه فرنسي، في الواحدة والثلاثين من العمر.
وقد وصف دانيال بوتون رئيس مجلس إدارة البنك عملية النصب بأنها "مجرد حالة واحدة"، ونفى أن تكون نتيجة ممارسة خاطئة في إجراء التعاملات أو في قدر المجازفة.
غير أن محللين يقولون إن مستقبل بوتون لا يبدو مضمونا، بعد إخفاق البنك في اكتشاف التعاملات الخاطئة التي ادت إلى خسارته.
ويضيف هؤلاء أن الخسارة التي مني بها البنك تجعله في وضع ضعيف أمام أي عملية استحواذ.
ويقول ألان كروزات من المؤسسة المالية "مونتسيجور" لصحيفة لو باريسيان "بالتأكيد سيخسر بنك سوسييتيه جنرال استقلاليته بعد عملية كهذه، وسيكون هناك إعادة تحديد لعالم المصارف والأعمال، وفرنسا لن تكون استثناء".
"تحويلات بسيطة"
ويقول البنك إن عملية النصب استندت إلى تحويلات بسيطة، لكن تم التغطية عليها "بأساليب معقدة ومتنوعة".
وكان كيرفيال قد قام بفتح حسابات عديدة ضارب من خلالها على تحسن الأداء المستقبلي للأسواق بما يفوق الحد المسموح له به.
إلا أن هذه الأسواق خذلت الموظف الموصوف بالعبقري، فأخذ يخسر، ثم أخذ يضارب بما يضمن له الخسارة حتى لا تكتشف تعاملاته بمبالغ غير مسموح له بتجاوزها.
ويقول البنك إنه قد توفرت لدى كيرفيال معرفة كبيرة بأساليب التحكم اكتسبها من عمله السابق.
وتقول تقارير إن كيرفيال عمل ضمن فريق منتجات "دلتا واحد" في باريس.
ويضيف هؤلاء إن كيرفيال ربما لم يكن يسعى لتحقيق مكسب شخصي من عمليات النصب هذه.
"اعتذار وأسف"
وقد نشرت الصحف الجمعة إعلانات على صفحات كاملة يطلب فيها رئيس مجلس إدارة البنك من المساهمين فيه تقبل "اعتذاره وأسفه الشديد".
وقالبوتون في اعتذاره " أنا أتفهم شعوركم بالغضب وخيبة الأمل، فالوضع غير مقبول تماما".
وأضاف "أنا مدرك لما يعنيه انخفاض أسعار الأسهم بالنسبة لكم".
وقد ارتفعت أسعار أسهم بنك سوسيتيه جنرال بنسبة 2.7% في أوائل التعاملات الجمعة، بعد انخفاضها في جلسة التعاملات النهائية الخميس بنسبة 4.7%.
وانخفضت أسعار أسهم البنك خلال الأشهر الستة الماضية بنسبة 50%.
غذت القلق
ويقول محللون إن ممارسات موظف البنك قد ساهمت في الأزمة التي عصفت بالأسواق المالية أوائل ألأسبوع.
وقال هوارد آرشر الاقتصادي في مؤسسة "جلوبال إنسايت" "إن أمرا كهذا يمكن أن يزيد الأوضاع تفاقما، لكن لا بد أنه كان هناك شعورا بالقلق أصلا.
ويقول أنطوني سكوت خبير الأسواق المالية في مؤسسة "تشارلز ستانلي" إن أي سوق تشعر بالقلق مهما كان سببه ستكون في وضع حساس، وأي أمر يغذي ذلك القلق لن يسهل الأمور".
وقد وصف الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ما حدث في بنك سوسيتيه جنرال بأنه "عملية احتيال من الداخل على نطاق واسع"، غير أنه أضاف أن خسائر البنك لن تؤثر على صلابة النظام الفرنسي أو القدرة على الاعتماد عليه.
حجم عملية النصب
وتقدر الخسائر التي لحقت ببنك سوسيتيه جنرال جراء عملية النصب هذه بأربعة أضعاف الخسائر التي تسبب فيها نيك ليسون أحد موظفي بنك بارينجز الذي تسبب في انهيار البنك عام 1995 بعد أن خسر نحو 800 مليون جنيه استرليني.
وقد حكم على ليسون بالسجن لمدة ستة أعوام ونصف.
وقال ليسون لبي بي سي إنه لم يصب بالصدمة لتكرار حدوث عملية النصب هذه، وإنما لحجمها.
وقد أعلن بنك سوسيتيه جنرال أنه رغم الخسارة الفادحة التي لحقت به فإنه سيحقق عام 2007 أرباحا تتراوح قيمتها بين 600 مليون إلى 800 مليون يورو.
السبت 26 يناير 2008 - 4:52