رغم قلة شركاته، وحداثته بالبورصة، إلا أنه قطاع يحظي بالعديد من المميزات التي يفتقدها الكثير من القطاعات، وأهم ما يتمتع به القطاع الاستقرار في الأداء، والنمو الكبير في الربحية، فقطاع الغاز والتعدين يعتبر من الأسهم الذهبية التي تحرص المؤسسات والمستثمرون المحترفون من الأجانب والعرب في التعامل عليه، ويلجأ اليه المستثمرون الأفراد وقت الأزمات، وتراجع الأسهم الأخري، باعتباره سهماً دفاعياً.
خبراء أسواق المال أجمعوا علي أن السهم يتميز بالنمو في الأرباح، والأداء الثابت المستقر، مشيرين الي انه سهم »دفاعي« للمستثمرين الأفراد في حالة انخفاض أسهم الشركات الأخري.
وأكدوا انه سهم سيحظي بزيادة التعامل عليه واقبال المستثمرين بعد عمليات التجزئة التي تشهدها أسهم القطاع، وطرح بعضها للبيع، مما يعمل علي تدعيم قوة السهم.
القطاع يضم »3« شركات تمثل قوة ثلاثية تمنح القطاع مزيداً من الثبات والاستقرار، رغم أنها شركات حديثة عهد بالبورصة... وفي مقدمة هذه الشركات شركة الاسكندرية للزيوت المعدنية »أموك« فالشركة تم تأسيسها عام 1997 بغرض العمل في مجال انتاج الزيوت المعدنية والأساسية المتعادلة، والشموع البرافينية ومنتجاتها وتسويقها في الداخل والخارج، وتعظيم درجة السولار، وتحسين درجة إسكابه، اضافة الي انتاج النافتا والبوتاجاز، وطرحت الأسهم في البورصة عام 2004.. يبلغ عدد الأسهم »86« مليوناً و»100« ألف سهم. فيما تبلغ القيمة الاسمية للسهم »10« جنيهات، والقيمة الدفترية »22.22« جنيه، والقيمة السوقية للسهم »15. 75 « جنيه، وتبلغ القيمة السوقية للشركة »6« مليارات و»470« مليوناً و»415« ألف جنيه.
وإذا كانت شركة »أموك« تحظي بالاستقرار والتميز في الأداء، فان شركة سيدي كرير للبتروكيماويات لا تقل أهمية عن »أموك«، فالشركة تم ايضاً تأسيسها عام ،97 بغرض انتاج البتروكيماويات الأساسية، والوسيطة والنهائية والقيام بعمليات تصنيع وانشاء خطوط الأنابيب، كما تقوم بانتاج الايثلين، وانتاج البولي ايثلين، وانتاج البوتين، وتم طرحها في البورصة ،2005 ويبلغ عدد أسهم الشركة »105« ملايين سهم والقيمة الاسمية للسهم »10« جنيهات والقيمة الدفترية »29. 20 « جنيه، فيما تبلغ القيمة السوقية للسهم »11. 19 « جنيه والقيمة السوقية »2« مليار و»6« ملايين« و»550« ألف جنيه، وتبلغ الجهات المساهمة في الشركة »13« جهة وتأتي في الترتيب الثالث شركة غاز مصر التي تعتبر أقدم شركات القطاع حيث انه تم تأسيسها عام 1983 بهدف القيام بتنفيذ مشروعات الغاز الطبيعي كمقاول عام والقيام بكافة الأعمال المرتبطة بتلك الأنشطة، واستغلال امكانيات وطاقات الشركة المتاحة في تقديم خدماتها للغير داخل قطاع البترول أو خارجه »6« ملايين سهم، وتبلغ القيمة الاسمية للسهم »10« جنيهات والقيمة السوقية »190« جنيهاً وتبلغ القيمة السوقية للشركة ملياراً و»140« مليون جنيه.
الدكتور عبمر عبدالفتاح خبير أسواق المال يقول ان قطاع البترول احد القطاعات التي تحظي بالعديد من المميزات والأداء الثابت القوي، حيث انه قطاع واعد بربحية كبيرة علي المدي الطويل، لذلك يغلب علي السهم تعاملات المؤسسات وليس الأفراد الذين يسعي أغلبهم الي أسهم المضاربات، التي تحقق مكاسب سريعة، رغم مخاطرها المتعددة.
ويشير الي أن شركة الاسكندرية للزيوت تتصدر القطاع بدون منافس، حيث ان القيمة السوقية للسهم تتجاوز »6« مليار جنيه، وبلغت قيمة مبيعات الشركة خلال النصف الأول من العام المالي »2006/2007« نحو »158. 2 « مليار جنيه بنسبة نحو »8. 14 %« مقابل »879. 1 « مليار جنيه عن نفس الفترة فيما بلغت كمية المبيعات »825. 879 « ألف طن بنسبة نمو »4. 6 %« وبلغت قيمة مبيعات الشركة من كل من الزيوت المعدنية »4. 278 « مليون جنيه بنسبة »40. 5 %« ومبيعات خامة المازوت »169. 802 « مليون جنيه بنسبة نمو »5. 6 %« كما بلغت مبيعات الشركة من السولار »778« مليون جنيه بنسبة نمو »4. 17 %«.
ويضيف ان الشركة حققت صافي ربح للعام المالي 2006/2007 بلغ »272. 477 « مليون جنبه بنسبة نمو »7. 46 %« مقابل »766. 331 « مليون جنيه عن نفس الفترة من العام الماضي.
ويؤكد أن أسهم القطاع جميعها بمثابة أسهم دفاعية يلجأ اليها الأفراد وقت الأزمات في حالة تدني أسعار الأسهم الأخري، بالاضافة الي أنها اسهم تعتمد علي التحليل الأساسي وتتمتع بالاستقرار في قوة الأداء.
ويقول السيد الهنداوي المحلل المالي بأسواق المال ان شركة غاز مصر تعتبر أضعف شركات القطاع من حيث كمية التداول اليومي، الذي لا يتجاوز الألف سهم، مشيراً الي أن شركة »سيد بك« احدي شركات القطاع شهدت الفترة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً، بعد ما تمت الموافقة علي تجزئة القيمة الاسمية للسهم من »10« جنيهات الي »2« جنيه مع بقاء رأس المال المصدر كما هو مليار و»50« مليون جنيه موزعاً علي عدد »525« مليون سهم بدلاً من »105« ملايين سهم، وهذه التجزئة تحقق للسهم سيولة كبيرة وزيادة المتعاملين عليه.
ويوضح ان الأحداث التي تعرضت لها »أموك« وفي مقدمتها اعلان الحكومة للسهم بسعر أعلي من سعر السوق حيث وصلت قيمته الي »95« جنيهاً لمستثمر استراتيجي تم الاعلان اكثر من مرة عن بيع »50%« في حصة المال العام دون الحسم اصابت المستثمرين بالاحباط والملل وبذلك اتجه سعر السهم الي الهبوط وأثر سلبياً علي أدائه.
ويؤكد أن مضاعف أسهم ربحية أسهم القطاع جيدة، وهو ما يدفع العرب والاجانب للاقبال علي السهم.
وتشير رشا أنور خبيرة إدارة البحوث بأسواق المال الي أن المشروعات الهامة التي تقوم شركات القطاع بتنفيذها منحتها أداء قوياً، رغم ان أحجام التداول بالقطاع لم تكن علي المستوي المطلوب، أو تلائم قوة واستقرار أسهم هذه الشركات.. مؤكدة ان شركات القطاع وفي مقدمتها سيدي كرير شهدت نوعاً من التذبذب، بعد عدم حسم الحكومة في مسألة طرح حصة من الشركة للبيع.
وتوضح ان القطاع من الأسهم الاستراتيجية وتعتبر من الأسهم القائدة في البورصة التي تتمتع بفرص كبيرة في النمو.
ويري عماد بدوي المحلل بأسواق المال ان أسهم القطاع رغم قوتها الا انها مرت بتقلبات جمدت نشاط أسهم الشركات الي أن وافقت الجمعي العمومية لشركة »سيدي كرير« بتجزئة الأسهم الي »5« أسهم لتصبح قيمتها الاسمية »2« جنيه بدلاً من »10« جنيهات مما ساهم في زيادة السيولة للسهم كما انه من المتوقع ان يزداد التعامل علي السهم في حالة تجزئته الي »10« مرات بحيث يصبح في متناول جميع المستثمرين.
كما يتوقع ان يشهد القطاع طفرة كبيرة بعد ما يتم طرح »أموك« للبيع.