عاش بين «مد» و«جزر» وانتهى به الحال برصاص مجهولين في «جزيرة»
جدة: علي مطير
بين «مد» دعاوى الاتهامات بتمويل القاعدة و«جزر» أحكام البراءة من المحاكم الدولية، رحل رجل الأعمال السعودي محمد جمال خليفة، زوج شقيقة بن لادن، برصاص مسلحين مجهولين وهو يمارس نشاطه الاستثماري في تجارة الأحجار الكريمة، حيث يملك منجما في جزيرة مدغشقر.
ورجل الاعمال خليفة الذي كان يدير مؤسسة من جدة تحمل اسم «البريء» كان يرد على آخر اتهامات قرأ عنها عبر الصحف حول علاقته بالقاعدة بأنه «مشغول بمشروع للاسماك وأن ما يقوم به من نشاط تجاري لا يزيد عن أعمال بسيطة له ولشقيقه». وأن الاتهامات «زادت عن حدها وأضرت بحياته الاجتماعية» في وقت تعكس فيه تسمية مؤسسته مدلولات نفسية على حجم الضغوطات التي عاشها خليفة، خاصة في السنوات التي أعقبت أحداث سبتمبر (ايلول).
صهر بن لادن الذي دفع الثمن باهظا من حياته وهو يزج بقضايا لها صلة بالإرهاب، كان خرج على وسائل الاعلام وأعلن فراقه الأبدي لزعيم تنظيم القاعدة وخال أولاده «افترقنا منذ عام 1987، ولم نلتق سوى في عام 1991 في مناسبات عائلية. وقال انه نصح بن لادن بان يركز على المساعدة الانمائية في أفغانستان «وهو الهدف الذي جئنا من اجله، وبدأنا في الحوار ثلاثة ايام لكننا اصطدمنا في النهاية (رغم احترامه الشديد لي)، وقلت له هذا فراق بيني وبينك».
غير أن تلك التصريحات في صيف مايو (ايار) من عام 2002 لم تثن عن وجود اسمه ضمن قائمة الأفراد والشركات التي طالبتها مئات من عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر (ايلول) بدفع نحو تريليون دولار كتعويضات مادية. فيما ظل هو على نهجه بالدفاع عن نفسه وعدم توكيل أي محامين للدفاع عنه، معتبرا تلك الاتهامات «مجرد تخريف لا أساس له من الصحة».
وكان خليفة، الذي شغل منصب مدير رابطة العالم الإسلامي في الفلبين قبل عام 1994، قد اتهم في عدة قضايا خرج منها بريئا، منها تهمة تزوير تأشيرة، وعلاقته بمنفذي تفجيرات الكنائس، ومحاولة اغتيال البابا، وأخيراً تمويل عمليات التفجير في الأردن وهي الاتهامات التي تمت تبرئة خليفة منها عقب اعتقاله في الولايات المتحدة الاميركية حيث قضى نحو 135 يوما رهن التحقيق من الاستخبارات الاميركية قبل أن يطلق سراحه.
ورجل الاعمال السعودي البالغ من العمر 51 عاما ظل طوال العقدين الماضيين مادة دسمة لوسائل الاعلام الدولية أي قبل أحداث الـ11 من سبتمبر التي سلطت الأضواء عليه لدرجة تأكيده التفرغ لجمع قصاصات الصحف تمهيدا لمقاضاتها عبر المحاكم الدولية وأبرزها في الفلبين والولايات المتحدة، بعد أن لعب التورط المباشر لتنظيم القاعدة في الحادث الذي غير مجرى الاحداث في العالم لإعادة فتح الملفات الاستخباراتية الأميركية والتي كان خليفة ضلعا أساسيا في كل الاتهامات التي طالت المطلوبين.
ومن بين القضايا التي اثيرت حوله، علاقته المباشرة مع انعام ارناؤوط مديرة جمعية الاحسان الدولية التي وجهت اليها تهمة تمويل تنظيم «القاعدة»، وقضية تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 ومحاولات اغتيال وتفجيرات الكنائس في الفلبين مثل رمزي يوسف، وولي خان وكذلك محمد بايزيد الذي حاول الحصول على اليورانيوم لبناء قنبلة نووية لصالح اسامة بن لادن