علمت "المصريون" أن مناقشات مستفيضة تجريها الحكومة بالمشاركة مع جهات سيادية حاليًا لإعداد خطة تصفية مشروع توشكى بشكل تدريجي بعد اعترافها بفشله وإهدار ما يزيد على 6 مليارات جنيه مع عدم تحمس رجال الأعمال المصريين والعرب نتيجة تكلفة الاستصلاح العالية للأرض هناك.
ودللت مصادر رفيعة على وجود نوايا حكومية لتصفية المشروع الذي تعرض لانتقادات واسعة منذ البدء به قبل أكثر من سبع سنوات بتراجع زيارات الرئيس مبارك وأيضًا الوزراء للمشروع بعد إدراكهم بعدم جدواه الاقتصادية وفشله في إحداث طفرة تنموية توازي ما حققه مشروع مديرية التحرير الذي دشنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وكشفت عن إصدار ما وصفته بـ" تعليمات سيادية " إلى الحكومة بهذا المعنى عن طريق تقليص الميزانية المخصصة له هذا العام وتخفيض عدد العمالة بالمشروع فضلاً عن منع التجديد للمهندسين الذين تم انتدابهم من وزارة الموارد المائية والري للعمل بالمشروع.
وأشارت إلى قيام وزارة المالية بتقليل ميزانية المشروع في العام المالي 2007/2008 إلى 100 مليون جنيه فقط بعد أن كانت تصل خلال الأعوام السابقة إلى 500 مليون جنيه،ورغم مطالبة وزارة الموارد المائية والري برفع الميزانية إلى 900 مليون جنيه هذا العام.
وكانت الحكومة خصصت 100 ألف فدان جديدة في الأسبوع قبل الماضي لشركة الراجحي الكويتية للاستثمار الزراعي في أرض توشكى بعد موافقة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والمهندس أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
غير أن المصادر أبدت تشاؤمًا حيال نجاح الشركة في استصلاح الأراضي التي حصلت عليها بالمشروع بعد فشل شركات عربية مماثلة في إحراز أي تقدم في استصلاح هذه الأراضي.
واستشهدت بفشل شركة المملكة للاستثمار الزراعي المملوكة للملياردير السعودي الوليد بن طلال الذي خصصت الحكومة له 120 ألف فدان ولم يفلح حتى الآن في استصلاح سوى 500 فدان، رغم المطالب العديدة لرئيس الوزراء ووزير الزراعة باتخاذ خطوات سريعة في إنجاز مهمة استصلاح الأراضي المخصصة له إنقاذًا للمشروع القومي من فشل محقق.
في سياق متصل، علمت "المصريون" أن هناك تعليمات عليا صدرت للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لمنع مناقشة أي طلبات إحاطة أو استجوابات أو أسئلة برلمانية لمناقشة فشل هذا المشروع وحجم الأموال المهدرة في المشروع في الوقت الذي تقدم فيه أكثر من 100 عضو من الكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان" بأكثر من 100 طلب إحاطة وبيان عاجل وسؤال واستجواب حول فشل مشروع توشكى.