انخفضت اسعار الأسهم في الأسواق الأمريكية والأوروبية، وهوى مؤشر الفاينانشيال تايمز في بريطانيا بنسبة 3.9%، مع مخاوف من معاناة الاقتصادات الكبرى في العالم من ركود شديد.
وكان البنك المركزي الأمريكي قد خفض سعر الفائدة بأكبر نسبة منذ 25 عاما، بهدف تحفيز النمو وتعزيز أداء الأسواق.
غير أن ذلك لم يقض على القلق من انتشار المصاعب الاقتصادية، وأعلن عدد من الشركات بالفعل عن انخفاض أرباحها، وانتشار مناخ سيئ بالنسبة لأنشطة السوق.
ويقول محللون إن أسواق الأسهم قد تكون شديدة التباين في الأسابيع القليلة المقبلة.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد ألمح الثلاثاء إلى أنه لن يحذو حذو البنك الأمريكي بتخفيض الأسعار بهذه الشدة، ويقول محللون إنه من غير المحتمل أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة تخفيضا شديدا.
وفي حديث لبي بي سي قال المستثمر المليارير جورج سوروس إنه سيكون من الصعب على المملكة المتحدة والولايات المتحدة أن يتفاديا الكساد، حتى بعد تخفيض البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة من 4.25% إلى 3.5%.
ويسود القلق من أن تباطؤ النمو الاقتصادي سيضر بأرباح الشركات، وانخفضت الأربعاء أسعار الأسهم عبر جميع القطاعات، وكانت المصارف وشركات النفط والتقنية بين أكبر الخاسرين.
ويقول ماثياس شيلينبيرج المدير العام في مؤسسة آي إن جي لإدارة الاستثمار "إن القلق حول نمو أرباح الشركات عام 2008 قد اشتد، وليس فقط في القطاع المالي".
وأضاف أن الأسواق تتوقع سيل من الإنذارات حول أرباح الشركات في الأشهر القليلة المقبلة".
وفي نيويورك انخفض مؤشر الداو جونز بنسبة 1.1%، وانخفض مؤشر الناسداك الذي تهيمن عليه أسهم شركات التقنية بنسبة 2%.
وانخفض مؤشر الفاينانشيال تايمز في المملكة المتحدة بنسبة 2.8%%، ومؤشر داكس الألماني بنسبة 5%، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 4.7%.
وقد خسر مؤشر الفاينانشيال تايمز منذ أوائل هذا العام 14% من قيمته، مما أدى إلى خسارة نحو 228 مليار جنيه استرليني من الشركات المسجلة في هذا المؤشر.
توخي الحذر
ورغم انتعاش أسواق الأسهم في نهاية تعاملات الثلاثاء، والأداء الإيجابي للأسواق الآسيوية في آسيا الأربعاء، إلا أن المستثمرين لا يزالون يبدون الحذر في تعاملاتهم.
كما قلص من حجم الأرباح التعاملات الإلكترونية في الأسهم ألأمريكية قبل افتتاح الأسواق، مما أشار إلى أن مؤشرات السهم ستنخفض بالتأكيد لدى افتتاح سوق نيويورك للأسهم.
ويقول نيلز فروم من مؤسسة دريسدنر كلينوورت "بعد استيعاب الأنباء (حول تخفيض سعر الفائدة الأمريكية)، توصلت الأسواق إلى الاستنتاج بأنها لن تحل مشاكل الاقتصاد الأمريكي".
ويقول ماركوس شتينبيس من مؤسسة بيونير للاستثمارات "إن الحذر لا يزال يسيطر على الصورة على المدى البعيد".
وقد حذر ميرفن كينج محافظ بنك انجلترا المركزي من أن المملكة المتحدة تواجه أكبر تحد اقتصادي لها منذ عام 1997.
ومع ترجيحات محللين بأن البنك سيخفض سعر الفائدة الشهر المقبل من 5.5% إلى 5.25%، إلا أنهم لا يرجحون قيام البنك بتخفيضات أخرى.
ويفسر محللون ذلك بأن خطر التضخم "يزداد بشدة".
وقد ركز جان كلود تريتشت محافظ البنك المركزي الأوروبي أيضا على خطر التضخم، وذلك خلال خطاب ألقاه في البرلمان الأوروبي الأربعاء.
وقال تريتشت "إن ارتفاع الأسعار هو مكمن القلق الأساسي للبنك الأوروبي، وإن هذا يطغى على خطر تباطؤ النمو الاقتصادي".
قلق من الكساد
ويحذر بعض المستثمرين من أن تخفيض سعر الفائدة المفاجئ والكبير في الولايات المتحدة بدا وكأن باعثه الهلع.
كما طرح هؤلاء تساؤلات عما إذا كان هذا التخفيض كافيا لتبديل مسار الانهيار في اسواق العقارات الأمريكية، ومؤشرات ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، وانخفاض القدرة الشرائية لدى المستهلكين.
ويقول تسويوشي سيجاوا الاستراتيجي في مؤسسة شينكو في طوكيو "إن إجراء البنك المركزي الأمريكي كان مفاجأة إيجابية جدا".
لكنه يضيف "غير أن الناس بدأت تفكر في أن الأوضاع لا بد من السوء بحيث احتاج البنك إلى تخفيض السعر بهذه النسبة".
وقد أغلق مؤشر نيكاي في اليابان على ارتفاع بنسبة 2%، بينما ارتفع مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 10.7%.
وأغلق مؤشر الداو جونز في الولايات المتحدة على انخفاض بنسبة 1.1%