حذر بعض الخبراء بأسواق المال من تنفيذ أي عمليات طرح جديدة للأسهم، سواء كانت عمليات طرح عامة أو خاصة بالبورصة خلال المرحلة الراهنة، مؤكدين أن أي عمليات طرح جديدة في ظل حالة التذبذب التي يمر بها مؤشر البورصة قد تكون ذات نتائج سلبية، لافتين إلي أن حالة التوتر السياسي بمنطقة الشرق الأوسط تدعم هذه التحذيرات.
فيما اختلف آخرون مع الرأي السابق، معتبرين أن الأساس في نجاح أي عمليات طرح جديدة يعتمد علي التوقيت والسعر المناسب، لافتين لضرورة الاهتمام بمضاعفة ربحية الشركات والقطاعات وقت تنفيذ عملية الطرح.
وقال الدكتور سامح الترجمان، رئيس البورصة الأسبق، إن الوقت غير مناسب الآن لطرح أسهم جديدة في البورصة، مؤكداً أن الفترة الحالية يمر فيها المستثمرون بحالة من الخوف والقلق نتيجة لعدم استقرار السوق، الأمر الذي سينعكس علي أي طرح جديد بالفشل نتيجة لعدم الإقبال علي الاكتتاب.
ودعا الشركات التي تفكر في طرح أسهم بالبورصة إلي الانتظار إلي ما بعد الربع الأخير من العام الجاري حتي تضمن نجاح الاكتتاب.
وأضاف: السوق تحتاج إلي استقرار تعاملات وهدوء لضمان نجاح عمليات الطرح الجديدة، لافتاً إلي وجود سيولة كبيرة في السوق، ولكن المشكلة في عدم الاستقرار مما يخيف رؤوس الأموال ويدفعها للهرب خارج السوق.
وحذر من تأثيرات سلبية علي السوق، من أي عمليات طرح في الوقت الحالي قائلاً: «الشركة المطروحة ستكون مغامرة، خاصة أن السوق تمر بحالة تذبذب وقلق»، مدللاً علي ذلك بحالات الشركات الكبري التي تم طرحها وقت هبوط السوق وعدم استقرار السوق أدي إلي انخفاض أسعار أسهمها عن سعر الاكتتاب.
بينما اتفق الدكتور أسامة الإنصاري، خبير أسواق المال مع سابقه، لافتاً إلي حالة التوتر السياسي في المنطقة، خاصة الملف الإيراني وتأثيراته علي الأسواق المالية الفترة المقبلة، إلا أن الدكتور عصام خليفة، رئيس شركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار، قال إن أهم عوامل نجاح طرح جديد هي التوقيت المناسب وسعر الطرح، لافتاً إلي أن التوقيت المناسب لا يعني أن الوقت الحالي غير مناسب لكن لابد من ربط التوقيت مع سعر الطرح.
وأضاف أن الشركة التي ترغب في طرح أسهمها في أي وقت سواء السوق صاعدة أو هابطة لابد أن تأخذ في اعتباراتها أن يكون سعر الطرح مناسباً لمضاعف ربحية الشركة والشركات الموجودة والمتداولة في القطاعات المثيلة.
وتابع: إن هناك طرح تم خلال الأيام القليلة الماضية، وحقق نجاحاً كبيراً رغم أن السوق كانت منخفضة.
واستطرد: «أي سهم مبالغ فيه فالسوق والمستثمرون سيلفظونه.. لكن السعر يكون جاذباً للشراء يكون الوقت مناسباً».
واتفق معه الدكتور حمدي مهران، رئيس إحدي شركات الأوراق المالية، مؤكداً أن التوقيت المناسب يتحدد بناء علي السعر لأن سعر السهم الذي يحدد جاذبية الشركة أو عدم جاذبيتها، لافتاً إلي وجود شركات كبري طرحت في فترة ماضية وكانت أسعارها مبالغاً فيها والسوق متجهة للهبوط وكانت النتيجة تغطية اكتتاب بنجاح لكن أسعار الأسهم في البورصة الآن انخفضت عن سعر الطرح في البداية.
وقال إن الشركة لابد أن تختار الوقت المناسب وتطرح بسعر جاذب في أي وقت، بمعني لا يتم الطرح علي دراسات مسبقة وقديمة.