وجه المدعي العام الإيطالي تهمة الفساد المالي إلى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس ومعه 11 آخرين، منهم مستشاره السابق إليساندر وبينديتي، والرئيس التنفيذي لشركة المرافق الإيطالية "اينل" ويدعى فولفيو كونتي.
يأتي هذا بعد أن داهمت الشرطة الإيطالية مكاتب شركتي "ويند تليكوم" و"ويزر انفستمنت" المملوكتين لساويرس ضمن سلسلة من التحقيقات بدأت في فبراير الماضي.
وكانت شركة "ويزر انفستمنت" إحدى شركات ساويرس قامت بشراء شركة "ويند تليكوم" الإيطالية ثالث أكبر شركات الاتصالات في إيطاليا من شركة المرافق الإيطالية "اينل" عام 2005 واستكملت عام 2006 في صفقة تجاوزت المليار يورو، وفي ذلك الوقت كانت واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ الممولة بقروض في أوروبا.
وذكرت مصادر الشرطة الإيطالية إن الاتهامات تدور حول مصاريف استشارة تم دفعها عند بيع غالبية الأسهم في الشركة التي اشترتها شركة ساويرس. وأوضح العقيد في الشرطة الإيطالية أوجوستو لانجيلوتي إن النيابة تعتقد أن ساويرس قدم رشاوى تحت اسم "مصاريف استشارة".
وطبقا لتقرير نشره موقع صحيفة "هيرالد" البريطانية، فإن ساويرس استثمر أكثر من 140 ألف جنيه إسترليني في منحة دراسية لستة طلاب مصريين للحصول على درجة الماجستير في الأعمال في جامعة جلاسجو، وأن الصفقة ربما تكون متعلقة برشاوى أثناء شراء الشركة المذكورة.
وكانت جامعة جلاسجو قد أعلنت في بداية العام أن ساويرس سيمول برنامج منحة دراسية يمنح درجة الماجستير في الأعمال لمدة سنة واحدة، على أن يعود الدارس إلى مصر خلال ثلاث سنوات من إنهائه للكورس.
لكن ساويرس نفى ما أثير حول الصفقة من شبهات، وقال إنه يعتقد أن هناك "حاجة غلط" وإنه سيقدم أدلة شفافيته للصفقة، وأضاف: "جامعة جلاسجو لها سمعتها الدولية و نريد أن نعطي الدارسين الناهين الفرصة في الدراسة في معاهد ذات مستوى رفيع عالميا".
من ناحيته، رحب رئيس الجامعة بتمويل ساويرس لمنحة دراسية لها هيبتها، وأشار إلى أن البرنامج المعد يلعب دورا هاما على المستوى التنموي وفي الحياة الجامعية دوليا، وأضاف: "رهاننا هو جذب أفضل الطلاب من أنحاء العالم إلى جلاسجو".
ورغم تحفظ المتحدث الرسمي للجامعة بل ستيوارت عن التعليق أثناء سير التحقيقات، إلا أنه حذر من محاكمة الأموال الآتية من وراء أعالي البحار.
وأضاف: "هناك عنصر شك إذا كانت مصادر الأموال تأتي إلى الجامعة من الخارج، بالرغم من أنها لا تأتي بالكامل من مصادر شرعية (حسب تعبيره)، وهذا يعطي مؤشرا مهما لنكون حريصين من التعامل مع المستثمرين لما للجامعة من سمعة طيبة في الداخل والخارج".