إذا كنت من القلة التي دخلت البورصة من باب الاستثمار متوسط أو طويل الأجل.. وإذا كنت من القانعين ب"كوبون" الأرباح السنوي ولا تهوي المضاربة والجري وراء أحلام الربح السهل السريع.. فنظام "تسليف الأسهم" الذي "يدشنه" سوق الأوراق المالية خلال اسابيع يناسبك تماماً ويدر لك عائداً "بسند" الكوبون.
أما إذا كنت من هواة المخاطرة وممن يعشقون تحقيق المكاسب من "الهواء" فالنظام الجديد هو الوسيلة المثلي لك.. لكن بشرط ان تتحمل النتائج وهي وخيمة في بعض الأحيان!!
"تسليف الأوراق المالية" والمعروفة عالميا ب"Short Sell" نظام تعرفه الأسواق المتقدمة بينما تخشاه الأسواق الناشئة لمخاطره الكبيرة.. وباعتبار البورصة المصرية أصبحت أقرب إلي البورصات العالمية.. علي الأقل من حيث النظم والأدوات - تقرر إدخال النظام الجديد بقرار من د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار العام الماضي.. والاهداف عديدة لعل من أهمها التوافق مع المعايير الدولية لجذب الاستثمار الخارجي واستجابة لتوصيات "مجموعة الثلاثية" الشهيرة وبنك التسويات الدولي فضلا عن زيادة حجم السوق.
بداية القصيدة
وفي أول ورشة عمل لتعريف شركات السمسرة بهذه الأداة الجديدة في السوق حرصت قيادات سوق الأوراق المالية علي المشاركة وفي مقدمتهم د. أحمد سعد رئيس هيئة سوق المال وماجد شوقي رئيس البورصة ومحمد عبدالسلام رئيس شركة المقاصة والايداع المركزي خالد سري صيام نائب رئيس هيئة سوق المال ولكن كانت البداية صادمة وكما يقولون بداية القصيدة "......" فوجئ الجميع برئيس هيئة سوق المال يقول.. لا أنصح أحداً من الشركات ان يعمل بهذا النظام.. المخاطر عالية جداً.. وشركات كثيرة منكم قد تخرج من السوق.
وفي محاولة لتبديد حالة الانزعاج والدهشة التي سادت شركات السمسرة.. اضاف د. أحمد سعد لكن لو التزمت شركات السمسرة بالقواعد ستكون المخاطر علي العميل فقط.. اما إذا قامت هي بتمويل العميل.. فعليها ان تتحمل النتائج والتي ستكون وخيمة.
تحذير رئيس هيئة سوق المال شديد اللهجة.. لم يمنع "السماسرة" من الاستفسار والتساؤل حول النظام الجديد شديد المخاطر.
من جانبه حاول محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر للمقاصة والايداع المركزي تخفيف آثار الصدمة الأولي.. بتبسيط النظام الجديد.. وشرح جميع جوانبه.
قال "عبدالسلام" هذا النظام يفيد مالك الاسهم "المقرض" كما يفيد المقترض في نفس الوقت ويحقق مصلحة الطرفين.. فالمستثمر المقرض يبرم اتفاقاً مع شركة السمسرة لعرض أوراقه المالية التي يريد تسليفها من خلال النظام الجديد الذي تشرف عليه وتديره شركة "الايداع" بينما يقوم العميل الذي يريد اقتراض الاسهم بإبرام اتفاق مماثل مع الشركة لتقوم نيابة عنه باقتراض الأوراق المالية لبيعها بعد ان يقوم بدراسة السوق.
ومن خلال الدراسة يتوقع اتجاه سعر أحد الاسهم نحو الانخفاض ويقوم العميل باقتراض هذا السهم لبيعه ومع اتجاه السوق للانخفاض يقوم بشرائه مرة أخري ولكن بسعر أقل محققاً ربحاً من عملية البيع ثم الشراء وبعد ذلك يرد العميل الاسهم للجهة المقرضة.
لكن ما العائد الذي يحققه المستثمر صاحب الاسهم الأصلي.
يؤكد "عبدالسلام" أن هناك عائداً مالياً علي الأسهم المقترضة يتحقق نتيجة استثمار الضمانة المالية المقررة علي الاسهم المقترضة وتمثل قيمة الأسهم في يوم تسويتها بالاضافة إلي 25% من القيمة تمثل ضمانة اضافية تحسباً لارتفاع قيمة السهم بدلا من انخفاض المتوقع وتوظف هذه الضمانة في أوعية آمنة خارج البورصة ويتم حساب العائد وصرف كل فترة زمنية.
وتتوالي الأسئلة وكذلك الاجابات ويسرد "عبدالسلام" خطوات "تسليف الاسهم" وتبدأ العملية عند تلقي السمسار أمراً من المستثمر برغبته في اقتراض اسهم في إطار النظام الجديد.. ويقوم السمسار بعمل كافة الاجراءات من عقود وغيرها.. ويقوم باقتراض الاسهم من "المجمعة" التي تضم الاسهم المخصصة للاقتراض ويتم بيع السهم في نفس يوم الاقتراض وفي حالة عدم بيعه يتم رده إلي "المجمعة" دون أي تكلفة علي علي العميل.
كل الحقوق للمالك
ويؤكد "محمد عبدالسلام" ان جميع الحقوق الخاصة بالسهم تظل محفوظة لمالكه الأصلي مثل كوبون الأرباح والحق في أي اسهم مجانية وكذلك حق حضور الجمعية العمومية علاوة علي ذلك فمن حق المالك ان يسترد سهمه عند الحاجة إليه في أي وقت يريده.. والنظام يسمح بذلك من خلال "مجمعة" الأسهم التي يكون عادة بها احتياطي لمواجهة مثل هذه الظروف.
السبت 26 أبريل 2008 - 20:31