طباخ 'رامي لكح' وطبيخ 'رؤساء الشركات' وراء التلاعب في الأسهم

كتبت أميمة كمال:
من يوميات البورصة هذه الأيام
طباخ رامي لكح فتح نور الشقة فيقفز سعر سهم رجل الاعمال الهارب ارتفاعا مذهلا خلال ايام ترقبا لعودته حتي يعود الطباخ ليغلق النور فينهار السعر ثانيا بعد ان يكون صانعو الشائعات قد حصدوا ثمن الشائعة.. والفضل كله ليد الطباخ الساحرة.
ومرة أخري رئيس شركة يغتنم فرصة خبر جوهري فيسارع هو وزوجته واولاده يبيع اسهمهم قبل ان يشاع الخبر للمستثمرين الآخرين.
ومرات اخري شركة تملأ الدنيا عن قصص استحواذها علي شركة أخري في كيان ضخم وبعد ان يتسابق المستثمرون الي لم السهم من السوق تمهيدا ليوم الحصاد يفاجأون بأن الشركة اعلنت عن فشل الصفقة بعد ان يكون اعضاء مجلس الادارة قد كسبوا الارباح.
هذا الطباخ وهذه الطبخات اصبحت من يوميات البورصة في الفترة الأخيرة.
د.هاني سري الدين رئيس هيئة سوق المال يقرأ معنا اليوميات بصوت مسموع.
يقول د.هاني ان الشائعات عادة في كل بورصات العالم تحرك اسعار الاسهم وتؤثر فيها ولكن ما نفعله هو اننا نحاول تقليل تأثير هذه الشائعات عن طريق وضع الاجراءات والوسائل التي تضمن اكبر قدر من الافصاح والشفافية، بحيث نضمن ان تكون جميع المعلومات متاحة امام جميع المستثمرين في نفس الوقت حتي يتخذ المستثمرون قراراتهم وفقا لمعلومات حقيقية وليست شائعات. وقال ان التلاعب عادة يزداد كلما قل سعر السهم لأن يمكن تحريك سعره بعمليات قليلة. واكد د.هاني انه في الفترة الاخيرة تم الغاء عدد كبير من العمليات التي تمت علي بعض الاسهم بالرغم من عدم وجود دليل علي التلاعب.. ولكن اعتمادا فقط علي الشك في عدم معقولية السعر الذي تمت به.
وقال ان اي تلاعب يحدث عن طريق التأثير علي السوق او علي الاسعار حتي لو كان عن طريق الايحاء بوجود تداول علي ورقة مالية معينة، او نشر اخبار مضللة او التعامل بأسماء وهمية بدون اوامر بيع او شراء حقيقية او الادلاء في وسائل الاعلام بمعلومات غير صحيحة. كل هذه الاشكال من التلاعب تخضع للمساءلة القانونية وقال ان الهيئة اتخذت في الفترة الأخيرة اجراءات حاسمة ازاء عدد من اشكال التلاعبات التي قام بها اعضاء مجالس الادارات وتم تحويلهم للتحقيق.. ولفت د.سري الدين النظر الي قضية هامة وانه في بعض الاحيان يتم وقف العمليات التي تمت بالفعل لمجرد الاشتباه في التلاعب دون ان يكون هناك دليل واضح علي ان المستفيد قد علم بمعلومات داخلية ولكن التعامل في حد ذاته بعد ايام من وجود معلومات جوهرية عن الشركة يعتبر قرينة علي علم المسئول بها.. واكد علي انه في بعض الاحيان يكون هناك صعوبة في الغاء العمليات المشتبه فيها بعد فترة طويلة من اتمامها خوفا من الحاق اضرار ببعض المستثمرين الذين لاذنب لهم.. ولكنه عاد ليقول انه اخطر رئيس البورصة باتخاذ اجراءات وقف العمليات بدون الرجوع الي هيئة سوق المال وهو ما يعني أن الالغاء يتم في نفس اليوم دون انتظار لرأي الهيئة مؤكدا ان هذا من صلاحيات رئيس البورصة.. واكد د. هاني انه يتم الآن وقف بعض التلاعبات التي تتم من خلال ادارات البحوث في شركات الاوراق المالية والتي في بعض الاحيان تنشر آراء غير صحيحة حول اسهم بعينها مما يؤثر في السوق. وقال اننا سنراجع ونتأكد من مؤهلات العاملين في هذه الادارات للتأكد من جدية وصدق دراساتهم.. اما عن نصيب الاجانب من تعاملات البورصة قال د.سري الدين ان هذا النصيب ثابت منذ عام 2001 لم يتغير عند 16 % للشراء و17 % للبيع وهذا القدر لا يقلق.. وكذلك لا يقلقني حجم ما يتملكه الاجانب من رأس المال الشركات والذي يصل الي 46 % لأنه بمثابة استثمار مباشر سواء عن طريق استحواذ علي شركات او خصخصة وليس اموالا ساخنة وهي ما نخشي منها.