بورصات العالم علي موعد اليوم الجمعة مع الذكري السنوية العشرين لأكبر انهيار لأسواق المال العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين عندما انهارت تلك الأسواق يوم الاثنين ١٩ أكتوبر ١٩٨٧ مخلفة خسائر بمئات المليارات من الدولارات للمستثمرين في كل أنحاء العالم.
وتأتي الذكري هذا العام في ظل أجواء من الغموض والقلق تحيط بأسواق المال العالمية التي وقفت الشهرين الماضيين علي أعتاب أزمة خطيرة بسبب خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري بالولايات المتحدة فقد فقدت الأسهم أكثر من ٢٠% من قيمتها في يوم واحد أول أكتوبر ١٩٨٧ ورغم مرور عشرين عاما علي الكارثة مازالت حاضرة في أذهان كل من يعملون في أسواق المال. ففي ذلك اليوم سجلت بورصة وول ستريت الأمريكية أكبر خسارة يومية لها في تاريخها.
وقال راينر جونترمان كبير خبراء الاقتصاد في مؤسسة دريسدنر كلينفورت الاستثمارية: «ربما يكون الأسوأ قد مر بالنسبة لأسواق المال لكنه لم يتلاش بعد ومازال هناك بعض الهواجس وهو ما ظهر بوضوح من خلال نتائج الربع الثالث من العام الحالي بالنسبة للعديد من الشركات في العالم».
من المفارقات تزامن الذكري العشرين للاثنين الأسود مع اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبري في واشنطن وينتظر أن يكون التوتر الراهن في أسواق المال ضمن جدول أعمال الوزراء المجتمعين.
علي جانب السوق المحلية استبعد الخبراء وجود أي تأثيرات للذكري العالمية علي السوق المحلية خاصة في ظل وجود إصلاحات اقتصادية حقيقية. قال معتصم الشهيدي نائب رئيس إحدي شركات السمسرة في الأوراق المالية: «إن البورصة المصرية لم تظهر أي صعود قوي الفترات الماضية الأمر الذي يستبعد معه أي عمليات جني أرباح عنيف أو قلق خاصة مع تحسن نتائج أعمال الشركات».
وأضاف: «المستثمرون الأوروبيون والأجانب في السوق المصرية نسبتهم في البورصة لا تتعدي ٣٠% لكن المستثمرين العرب والمحليين يمثلون ٦٠% من حجم تعاملات البورصة الأمر الذي يجعلهم أقوي تأثيرا علي السوق». وأوضح أن العرب والخليجيين أكثر تأثيرا علي البورصة المصرية خاصة أنها ترتبط بأحداث في المنطقة وأي هبوط للبورصات العربية. اتفق معه محمد عبده محلل مالي لافتا إلي أن أغلب ميزانيات الشركات حققت أرباحا عالية في الفترات المالية السابقة مع توقعات بتحقيق معدلات نمو أعلي موضحا عدم وجود طفرات سعرية في الأسهم الأشهر الماضية تثير المخاوف. وقال: «إن البورصة المحلية وأسعار الأسهم في الوقت الحالي مرشحة لارتفاعات جيدة الفترة المقبلة خاصة مع اتزان السوق وعدم تذبذبها الأشهر الماضية».