حقيقي.. المستثمرون الصغار هم ملطشة البورصة.. لا رقابة.. ولا حماية.. ومن يقع منهم ضحية الحيتان الكبار والمتلاعبين.. يشرب من البحر كما يقولون
قضية هذا الأسبوع.. هم ضحايا بنك النيل الذي كان يطرح أسهمه في البورصة ثم اندمج في المصرف العربي.. والأخير بعيداً عن البورصة لتضيع حقوق هؤلاء الغلابة ويشتكون لطوب الأرض عن استرداد حقوقهم باعتبارهم من المساهمين.. ولكن الصغار دائماً هم وقود السياسات الخاطئة:
الموقف صعب
محمد الأتربي رئيس الشركة الفرعونية للأوراق المالية يقول: إن موقف المساهمين في بنك النيل صعب جداً.. فهناك موظفون غلابة وأفراد ضاعت حياتهم في الغربة من أجل جمع آلاف من الجنيهات البسيطة ليضعوها في شراء أسهم بنك النيل ثم يندمج البنك في المصرف العربي والأخير لا يطرح أسهمه في البورصة.. لتذهب أموال هؤلاء الغلابة أدراج الرياح بعد أن رفض الجميع رد أموال الصغار واشتكوا لطوب الأرض.. والنهاية كانت معروفة مثل الكثير من القضايا التي وقع ضحيتها المستثمرون الصغار في البورصة.
أضاف الأتربي : أن الأجانب لم يهربوا من البورصة المصرية.. ولكن هناك حركة حصد الأرباح في تعاملات الأسبوع الماضي لتعويض خسائرهم في البورصات العالمية ولذلك كان حجم مبيعاتهم كبير جداً في بداية الأسبوع ثم عادت الأمور للاستقرار مرة أخري في آخر تعاملات الأسبوع.
أضاف: أن سهم مصر الجديدة للإسكان والتعمير ارتفع 55 قرشاً والكابلات 50.10 جنيه وزهراء المعادي 980 قرشاً ومدينة نصر 713 قرشاً والإسكندرية للاستثمار العقاري 528 قرشاً وأوراسكوم للإنشاء 463 قرشاً والمالية والصناعية 410 قروش.
أين صانع السوق؟!
ويفجر ياسر سعد طلبة قضية بالغة الخطورة وهي قضية صانع السوق ويقول: للأسف الشديد البورصة المصرية تعمل بدون صانع سوق.. وهو أمر معمول به في جميع البورصات العالمية المحترمة.. ومهمته التدخل في الوقت المناسب لاحداث استقرار في البورصة أي يدخل ببيع ويشتري دون إحداث خلل في الأسعار.
أضاف: المسئولون أعلنوا أكثر من مرة أن هناك صانع سوق في طريقه للظهور برأسمال 5 مليارات جنيه.. وهذا المبلغ لا يكفي علي الاطلاق لصانع سوق قوي وأعتقد أنه في النهاية مجرد فرقعة تصريحات!!!
قال : إن الذي يحكم السوق الآن مجموعة من المتلاعبين هم صناع السوق وضحياهم الصغار.. الذين ليس لديهم خبرة في سوق الأوراق المالية بدليل ما حدث في سهم الكابلات ليرتفع السهم من 13 جنيها إلي 60 جنيها في فترة صغيرة جداً.. والمفاجأة أن الشركة خاسرة وأعلنت ذلك في نشر نتائج أعمالها.
قال: إن تعاملات البورصة شهدت تذبذباً واضحاً في بداية الأسبوع الماضي حيث اختفت الملامح تماماً لتعود للتماسك مرة أخري بقيادة سهم هيرمس الذي ارتفع 50.41 جنيه إلي 20.43 جنيه.
كما ارتفع سهم القابضة الكويتية من 8.2 دولار إلي 20.2 دولار والاتصالات من 95.16 جنيه إلي 98.16 جنيه وسجل سهم أوراسكوم تيلكوم 25.65 جنيه مقابل 66.64 جنيه والبنك الوطني للتنمية 50.30 جنيه مقابل 80.28 جنيه والأهلي سوستيه 39 جنيهاً مقابل 75.38 جنيه والمصري الخليجي 90.3 دولار مقابل 70.3 دولار.
أسهم العقارات نار
ويري أحمد إبراهيم خبير بالبورصة: إن أسهم العقارات مازالت تجذب المستثمرين وإن كانت فقدت قيادة البورصة خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب مخاوف تراجع سوق العقارات في مصر.
قال: إن سهم الإسكندرية للاستثمار العقاري ارتفع من 401 جنيه إلي 406 جنيهات ومصر الجديدة للإسكان والتعمير من 453 جنيهاً إلي 487 جنيهاً.
وطالب بمراعاة حقوق المساهمين عند دمج الشركات وحذر من مأساة قادمة في حالة إلغاء سوق خارج المقصورة وهناك عدد كبير من المستثمرين الصغار يضاربون في هذا السوق.
وأضاف: لابد أن تحدد هيئة سوق المال مصير المستثمرين في الشركات التي تطرح خارج مقصورة البورصة خاصة أن الهيئة لم تصدر بياناً حتي الآن حول قرار إلغاء السوق نهاية العام الحالي أو استمراره حتي يطمئن المستثمرون.
وطالب القيادة الجديدة للهيئة بأن تضع حماية المستثمرين الصغار علي قائمة أولوياتها حتي لا يصبحوا ملطشة للجميع وتضيع أموالهم..