فعلا اذا "عطست أمريكا أصابت المصريين بالزكام".. هذه المقولة تؤكد مدي تأثر عقلية المستثمرين المصريين كما قلنا الأسبوع الماضي.. بما يدور في الاقتصاد الأمريكي.. مع اننا في حالات كثيرة كانت البورصات الأمريكية في حالات هبوط والبورصة المصرية تنتعش الا من حالة الأسبوع الماضي.. حيث شهدت البورصة المصرية زلزالا عنيفا فقد فيه مؤشر "كاس 30" أكثر من 1400 نقطة.. بسبب بسيط ان أمريكا عطست فارتعش المستثمرون المصريون.
الخبراء قالوا: ان ما يحدث في أمريكا كان مجرد شماعة.. بثورة تصحيح الأسعار خاصة انها شهدت ارتفاعا مبالغا فيه خلال الأسابيع القليلة القادمة.
الناس ترتعش!!
"الجمهورية" تلقت العديد من التليفونات من المستثمرين خلال الساعات القليلة وكانت جميع التساؤلات ماذا نفعل.. نبيع الأسهم أم ننتظر؟!!
يقول سلامة سالم مستثمر في البورصة: أملك محفظة أوراق مالية بحوالي 100 ألف جنيه هو كل تحويشة العمر ولا أعرف ماذا أفعل وسط زلزال البورصة وهبوط جميع أسعار الأسهم!!
الشائعات.. السبب
قال: بالطبع الشائعات هي السبب في هذا الرعب.. فهناك شائعات تقول ان الأجانب خرجوا.. لأن العالم مقبل علي أزمة اقتصادية بسبب ما يحدث للاقتصاد الأمريكي.. فأي مستثمر معذور تماما.
أضاف حسن عبدالفتاح مستثمر: لاحظت في الأيام الأخيرة ارتفاع مبيعات الأجانب.. فقلت خير.. وبعدها جاء تراجع البورصات الأمريكية والأوروبية والآسيوية وأيضا العربية.
قال: نعم الاستثمار في البورصة يحتاج قلبا من حديد ولكن اذا كانت استثماراتك هي كل حياتك وحياة أسرتك فان القضية تأخذ أبعادا أخري لأنني في الرقابة أريد الاحتفاظ بهذه الاستثمارات.
ياسر سعد رئيس شركة الأقصر للأوراق المالية يقول: ان هناك زلزالا قويا أصاب البورصة المصرية خلال تعاملات الأسبوع الماضي.. وكان مصدر الولايات المتحدة الأمريكية خاصة ان المشاكل التي أحدثتها تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والرهن العقاري القت بظلالها الكثيفة علي البورصات العالمية في قلب أوروبا وآسيا والبورصات العربية.
أضاف: انه في ثلاثة أيام تداول فقد مؤشر "كاس 30" حوالي 1400 نقطة دفعة واحدة.
ننصح.. بعدم البيع
قال: قيمة السهم هي التي تحدد اتجاه المستثمر بالبيع أو الشراء في ظل هذه الظروف.. وانصح بعدم التسرع في عمليات التخلص من الأسهم.. لأنها في النهاية بورصة معرضة للصعود والهبوط.
قال: ان صفقة "ساويرس" وهي شراء لافارج الفرنسية أوراسكوم بيلدنج للشهرة فقط وتأثيرها محدود جدا فهي رفعت قيمة التداول في جلسة الأربعاء الي 9.72 مليار جنيه ولم تحرك المياه الراكدة في البورصة.. وأغلقت جلسة الخميس أبوابها علي انخفاض معظم الأسهم.
قطاع الاسكان والهبوط!
محمد الأتربي رئيس الشركة الفرعونية للأوراق المالية يؤكد: ان قطاع العقارات كان الأكثر انخفاضا في حركة تعاملات الأسبوع الماضي.. وهو مثير للدهشة والغرابة!!
قال: ان سهم مصر الجديدة تراجع 15 جنيها ليسجل 541 جنيها والإسكندرية للاستثمار العقاري 14 جنيها مسجلا 420 جنيها ومدينة نصر للاسكان والتعمير 12 جنيها مسجلا 52 جنيها.
كما انخفض سهم اسيك للتعدين 10 جنيهات مسجلا 247 جنيها وسوديك 10 جنيهات مسجلا 204 جنيهات والمالية والصناعية 880 قرشا مسجلا 159 جنيها وأوراسكوم للانشاء 529 قرشا مسجلا 569 جنيها والاتصالات 13 قرشا مسجلا 200 جنيه وهيرمس 30 قرشا مسجلا 38.58 جنيه.
أضاف: انه لا صحة لخروج المستثمرين الأجانب بدليل ان حجم مشترياتهم أكثر من 150 مليون جنيه يوم الخميس مشيرا بأنهم اتجهوا للبيع خلال الأيام القليلة الماضية لعملية جني الأرباح وهو أمر طبيعي جدا عندما يصل سقف الربحية الي رقم معين فان البيع أفضل.
قال: كانت المصيبة عندما عرضوا كميات كبيرة من الأسهم للبيع لم تجد من يشتريها ثم جاءت التراجعات في البورصات العالمية فحدثت هذه الهزة العنيفة.
قال: بالطبع هناك خطورة في ربط البورصة المصرية بحركة استثمارات الأجانب علي الرغم بأن حجم تعاملاتهم لا يتجاوز 25% من حركة تعاملات البورصة.
وطالب: بتثقيف المستثمرين المصريين وان لا يتأثروا بالشائعات وما يحدث حولهم. ففي حالات كثيرة تراجعت البورصات العالمية ولم تتأثر المصرية.
أنفلونزا الطيور.. الأخطر
ويري هاني حلمي رئيس شركة الشروق للأوراق المالية: ان أزمة أنفلونزا الطيور هي الأخطر من اهتزاز الاقتصاد الأمريكي لأنه لو ثبت انتقال الفيروس من انسان مصاب الي آخر فهذه مصيبة كبري سوف تطيح بالبورصة في الهواء وتجعلنا من المناطق الأكثر خطورة في العالم.
أضاف: الموضوع باختصار شديد ان الأسهم المطروحة في البورصة شهدت طفرة كبيرة في الأسعار.. ولم يوجد مبرر واحد بتراجع هذه الأسعار.. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. ان المستثمرين الأجانب باعوا جزءا بسيطا من محافظهم فكانت البداية حتي التراجع حتي جاءت أخبار أمريكا لتقتل البعير كله!!
أضاف: لم يعد هناك أسباب أخري للنزول بعد تصحيح الأسعار.. وأعتقد أنه من المنطق أن تستقر الأسعار والبورصة ابتداء من جلسة اليوم الأحد واعادة التوازن الي المقصورة التي فقدتها خلال هذه الأسبوع الماضي